أكد تقرير صادر عن مجموعة ''أكسفورد بيزنس'' البريطانية أن الجزائر تعتبر البديل المستقبلي بالنسبة لأوروبا في شؤون الطاقة، حيث أضحت في دائرة الاهتمام الأوروبي، بالنظر إلى احتياطي الغاز الكبير والاستثمارات الضخمة التي تشرف عليها. وقال التقرير إن الجزائر تنفذ حاليا مجموعة من المشاريع الكبرى لوحدها ومع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أنها ''تملك كل الأوراق التي تؤهلها لأن تزيد من قدراتها الغازية بفضل المخزون الضخم الذي تملكه''، فيما أشار إلى أن ''المخاوف الأوروبية من التبعية الكلية لروسيا جعلتها تدير رأسها باتجاه البحث عن شريك أكثر ثقة، واتضح أن هذا الشريك قريب جدا من أوروبا وهو الجزائر''. ونوه التقرير بأن الجزائر تعد أهم مزود بالغاز لبلدان جنوب أوروبا، مشيرا إلى وجود أنبوبين للغاز يربطان الجزائر بأوروبا، الأول مع إيطاليا والثاني مع إسبانيا، بالإضافة إلى الأنبوب الثالث ''أنبوب ميدغاز'' الذي سيربط نهاية العام الجاري ميناء بني صاف بميناء ألميريا الإسباني، مؤكدا أن الجزائر بإمكانها مستقبلا تزويد أوروبا بنحو 62 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، ولمدة 5 سنوات كاملة. ولفت التقرير إلى الخلافات التي تندلع من حين لآخر بين أوروبا وروسيا بخصوص كميات الغاز والأسعار، مشيرا إلى الأزمة بين روسيا وأوكرانيا الأخيرة بخصوص أنبوب الغاز الذي ينقل نحو 150 مليار متر مكعب سنويا، وقد أدى الخلاف إلى تعثر الإمدادات نحو أوروبا وهو ما يخالف الشرط الذي تحرص عليه الدول الأوروبية في كل صفقة تبرمها بخصوص الغاز، ولم يحصل ذلك مع الجزائر لحد الآن. كما أشار التقرير إلى أنبوب الغاز الذي ستمده نيجيريا نحو أوروبا بالتعاون مع الجزائر على مسافة 4128 كيلومتر، ويعبر ثلاث دول وهي نيجيريا والنيجر والجزائر ومنه إلى أوروبا، بإمكانه ضخ 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا بداية عام ,2013 خاصة وأن الجزائر تسيطر عبر مجمع ''سوناطراك'' وشركة البترول الوطنية النيجيرية على 90 بالمائة من هذا المشروع الواعد. يذكر أن الجزائر تلبي في الوقت الراهن نحو 13 بالمائة من حاجيات أوروبا الغربية من الطاقة، فيما تنتج 152 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي وتصدر منها نحو 62 مليار متر مكعب معظمه إلى أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية.