يقوم بعض المواطنين من فئات مختلفة بتصرفات تنافى حرمة شهر رمضان الكريم، فمنهم من يصر على الأكل في النهار بعيدا عن أعين الناس ومنهم من يتلفظ بكلام فاحش يثير اشمئزاز السامعين ومنهم من وصلت بهم الأمور إلى حد ارتكاب جرائم قتل هزت المجتمع في هذا الشهر الفضيل. لا يتوانى عدد من المواطنين عن انتهاك حرمة رمضان بوسائل وطرق مختلفة والملاحظ أن فئة منهم يعمدون إلى إتيان بعض السلوكات المنافية للأخلاق والماسة بقداسة هذا الشهر الكريم. وقد أسر لنا بعض المواطنين من حي باب الواد الشعبي ببعض السلوكات التي يقوم بها بعض الشباب وحتى كبار السن الذين يعمدون خلال هذا الشهر الى التخفي في الشواطئ الصخرية بعيدا عن أعين المواطنين من أجل تناول وجباتهم اليومية بشكل عادي، ويقومون باقتناء المشروبات الغازية والخبز وبعض المأكولات الأخرى كالجبن والكاشير لتناولها في موعد الغداء الذي لا يمكن لأي شيء محوه من أجندتهم اليومية حتى ولو كان ذلك الشيء شهر رمضان الكريم. صغار يتسابقون للصيام وكبار يفطرون علنا قد يستغرب الكثير من المواطنين تواجد أشخاص يكسرون حرمة الصيام في هذا الشهر الكريم، فان كانت العائلات الجزائرية تتصارع يوميا مع أطفالها الصغار الذين يصرون على الصوم رغم ارتفاع درجات الحرارة وطول يوم الصيام، ولا تستطيع الكثير من الأمهات منع أطفالها الصغار عن الصيام رغم عدم بلوغهم السن الملزمة للصيام، نجد بالمقابل أشخاصا بالغين ينفرون من الصيام الذي حرم الله انتهاكه. يقول ''سمير'' شاب من باب الواد إن هناك فئة معينة يعرف الجميع انها لم تصم ربما طوال حياتها، تختار اللجوء خلال أيام شهر رمضان الى الشواطئ الصخرية لتناول طعامهم بشكل عادي، والمؤسف أنهم يجاهرون بذلك ولا يجدون حرجا في أن يعلم الناس حقيقة ما يقومون به. وفي اغلب الأحيان يقومون بالتزود بالأكل من محلات البقالة التي لا يشك أصحابها في أن ما يتم اقتناؤه من محلاتهم سيتوجه الى بطون هؤلاء المواطنين قبل موعد أذان المغرب بكثير. يؤكد سمير ان العديد من منتهكي حرمة الشهر الفضيل يقومون بإرسال الأطفال الصغار الى محلات البقالة حتى لا يشك في أمرهم احد، وقد صادفت إحدى النساء داخل محل بقالة تقوم بنهر ابنها الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره بعد أن وجدته صدفة داخل المحل بصدد اقتناء الجبن والكاشير والخبز الذي لم تطلبه منه، وقد أخبرها انه لشخص تعرفه وتعرف سلوكه خلال شهر رمضان فأخذت السيدة تصرخ على ابنها وتتوعده بالعقاب ان أعاد الحديث الى هذا الشخص أو تلبية طلباته منذ اليوم. صيام لا يخلو من الجرائم تتنوع مظاهر انتهاك حرمة شهر رمضان الكريم من قبل أناس لا يقدرون هذا الشهر الكريم ولا مكانته، وان كان الجزائريون من أكثر الشعوب الإسلامية تطبيقا لهذا الفرض فان قلة من المواطنين جعلوا من صيامهم فرصة لإحداث الشجارات وافتعالها لأتفه الأسباب وتعتبر الأسواق الشعبية ومواقف الحافلات مسرحا للعديد من الشجارات التي ينسبها أصحابها زورا الى تأثرهم بالصيام ولا ندري ان كانت أعصاب هؤلاء موجودة في معدتهم، فمنذ اليوم الأول للصيام بدأت المناوشات بين المسافرين وأصحاب الحافلات وبين المتسوقين والباعة، وقد شهد اليوم الثالث من رمضان حادثا مؤسفا راح ضحيته احد الشبان في حي باب الواد الشعبي بعد شجار مع شاب آخر حول من له الحق في اقتناء كيس الشاربات أولا. كما تناقلت وسائل الإعلام حوادث أخرى في جهات مختلفة من الوطن فمن ضرب الزوجات الى رميهن من الشرفات لأسباب تافهة، تنوعت الجرائم واشتركت جميعها في انتهاك حرمة هذا الشهر الكريم في وقت كان من المفروض أن يغتنم المواطنون هذا الشهر في الطاعات والتقرب الى الله .