يظل المثقف معيار نبض الشارع وبوصلته في القضايا التي تلم بأمته، حيث يلعب دورا بارزا في إصلاح العلاقة التي قد تختل بين الشعوب والنظم. فأين المثقف العربي الآن من القضية الفلسطينية التي اعتبرت لوقت طويل القضية المركزية للشعوب والمثقفين والأنظمة العربية؟ وهل تراجعت القضية الفلسطينية في سُلم أولويات المثقف العربي لتصبح قضية ثانوية بسبب أفول شمس ''القومية العربية'' من سماء المنطقة؟ أم ما زال المثقفون العرب ينظمون لها القصائد، وينسجون لها القصص باعتبار أنها الحلم المنشود، والتابو المقدس، ودرة تاج العرب والعروبة. ''الحوار'' استطلعت آراء المثقفين العرب الذين زاروا الجزائر مؤخرا ونقلتها لكم. الشاعر الموريتاني بن مختار: القضية الفلسطينية ماتت سياسيا يقول الشاعر نافع حبيب بن مختار من موريتانيا إن الصور التي تنقل على مرأى منا جد مأثرة والمثقف مطالب بنقل هذه المشاهد والصور بطريقته الخاصة وذلك عن طريق فنه والذهاب بها إلى الوجدان. وفي ظل موت مشاعر السياسي وتكلس القضية سياسيا يبقى المثقف الأمل الوحيد في إيجاد مخرج لها عن طريق وسائله الخاصة والكثيرة لنصرة القضية الفلسطينية خاصة الشعر الحماسي في ظل تخلي الساسة عن قضيتهم. الكاتب الموريتاني بن لمين: المثقف اتخذ من الكلمة سلاحا للدفاع عن القدس أكد الكاتب الموريتاني احمد بن لمين أن المثقف له دور في تحسيس الناس وتنوير الرأي العام بالقضية الفلسطينية شعرا أو كتابة. وهي مهمة كبرى ملقاة على عاتق المثقف وإن كان لا يملك سلاحا حقيقيا، إلا أن الكلمة أصبحت سلاحه الوحيد في الدفاع عن القدس. السياسي عجز وسيبقى عاجزا عن فعل أي شيء تجاه القضية الفلسطينية ونقل مأساة الشعب الفلسطيني عكس السياسي المثقف الذي بإمكانه أن يقدم الكثير لنصرة قضيته. الشاعر محيي الدين من السودان: سلاح المثقف قلمه أوضح الشاعر محمد محيي الدين من السودان أن المثقف والشاعر يدليان بدلوهما قبل وبعد الحرب. لهذا لا بد للمثقف أن يكتب كلمات محرضة تبصر بأهمية القدس وتاريخها. القدس إن غيرت خارطتها فكلنا سنذهب إلى طريق مسدود، لذا فالمثقف بضميره وأحاسيسه يستطيع الوقوف بقلمه في وجه العدو.. المثقف هو المدفع والبندقية بقلمه. الشاعرة الليبية البيروني: لا مجال للمقارنة بين منطق المثقف ومنطق السياسي ترى الشاعرة أم الخير البيروني من ليبيا أن توجه المثقف في نصرة القضية الفلسطينية يختلف عن توجه السياسي لأن السياسي له رؤية خاصة ونمط خاص كما يتعامل بمفهوم الآنية حتى الطرح السياسي اختلف بين نمط المقاومة ومنطق قوة السلاح والحوار السلمي غير المتكافئ، فلا مجال للمقارنة بين منطق المثقف ومنطق السياسي، وهنا يظهر دور المثقف الفعال إزاء القضية. على المثقف أن يبدأ من نقطة البداية نحن أصحاب حق وفلسطين ستبقى عربية، وعلينا أن نحارب بفكرنا وقلمنا من أجل استرجاع الحرية في أرض فلسطين المغتصبة.. فبالكلمة نؤثر وبالكلمة نصنع الحروب.. الكلمة لها دور فعال ويمكنها خلق المعجزات.