أشرف السيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة أول أمس بالمكتبة الوطنية على افتتاح الشهر الفلسطيني تحت شعار "حتى لا ننسى" المخلد للذكرى ال60 للنكبة. استعرض رئيس الحكومة في كلمته تاريخ القضية الفلسطينية متوقفا عند تواطؤ الدول الغربية على اغتصاب أرض فلسطين، ليصل إلى الفترة الراهنة التي لاتزال تصنع معاناة هذا الشعب، مستنكرا ومنددا في ذات الوقت بالدعم الذي تقدمه الدول الكبرى لإسرائيل حتى أنها شاركتها علنا في احتفالاتها المخلدة لهذا الاغتصاب. من جهة أخرى، اعتبر السيد بلخادم أن مسيرة المفاوضات إضاعة للوقت والجهد وتقديم تنازلات أكثر من الجانب الفلسطيني. كما توقف رئيس الحكومة عند الدعم الذي قدمته الجزائر للقضية الفلسطينية منذ سنة 1948 فهي التي دفعت الشهداء ورسخت الثورة الفلسطينية عربيا ودوليا إلى غاية الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1973 في القمة العربية بالجزائر وفي قمة عدم الانحياز، وفي دورة الأممالمتحدة عام 1974 التي ترأس جمعيتها العامة الرئيس بوتفليقة وليدخل اليها ولأول مرة الرئيس الراحل ياسر عرفات ويخاطب العالم بزيتونته وبندقيته. إضافة إلى احتضان الجزائر لدورات المجلس الوطني الفلسطيني والاعلان فيها عن ميلاد الدولة الفلسطينية. رئيس الحكومة تحدث عن نضال المثقف الفلسطيني، كما قرأ فقرات طويلة من كتاب "أي مستقبل لاسرائيل" الذي يحمل شهادات يهود وشخصيات دولية تؤكد الحق الفلسطيني. أما السيدة لويزة حنون رئيسة حزب العمال فاستنكرت الاحتفالات التي جرت بفلسطين مؤخرا والمخلدة لتاريخ هذا الاحتلال بمشاركة علنية للقوى الكبرى وهوما اعتبرته تهديدا للسلم ولحق الشعوب في أوطانها. بعد جولتها التاريخية المستمدة من شهادات المناضل الفلسطيني سلمان أبو سته، استعرضت حنون كتابات اليهود الرافضة لهذا الكيان بمن فيهم الذين يعيشون الآن في دولة اسرائيل "كشلومو بن عامي" مثلا، ومن قبله »سبينوزا« و»فرييد«، كما عبرت السيدة حنون عن تضامنها مع بلجيكا التي كما قالت تعاني من تهديدات تمس وحدتها الترابية على غرار يوغوسلافيا سابقا، علما أن سفارة بلجيكابالجزائر ساهمت في إحياء هذه المناسبة. سفير فلسطينبالجزائر أحمد عبد الرزاق أسهب في الحديث عن قضية بلاده والتي لاتزال قضية العرب المركزية. أما أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية فركز على نضال المثقفين الفلسطينيين في المنافي وكيف أنهم تعرضوا للتصفية الجسدية بعدما حصنوا الأجيال الصاعدة ضد النسيان وكانوا بحجم الجيش الاسرائيلي المدجج، مؤكدا من جهة أخرى على تمسك وتضامن الجزائر مع هؤلاء بعدما احتضنتهم لسنوات طويلة وترفض رحيلهم ماعدا رحيلهم الى القدس. الزاوي أعلن عن إطلاق موقع للمكتبة الوطنية الفلسطينية الافتراضية من خلال موقع المكتبة الوطنية الالكتروني. للتذكير فقد نظم على هامش هذا المهرجان الخطابي معرض للصور والوثائق، كما تم الوقوف على ورشة للرسم شاركت فيها براعم فلسطينية وجزائرية لاتزال تحمل ثقل القضية والحلم بالنصر.