توجد اليوم المجاهدة وأرملة مجاهد وزوجة ابن شهيد السيدة بعوش فاطمة رفقة زوجها خلف قضبان سجن الحراش منذ تاريخ 2 أكتوبر الجاري، وتتوجه برسالة عاجلة لكل من رئيس الجمهوري ووزير العدل واللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان من أجل التدخل والنظر في قضيتها خاصة أنها معاقة وأدخلت السجن من غير وجه حق. تعود الأسباب البعيدة لقضية المجاهدة بعوش إلى سنة 1976 حيث كانت تقطن في بيت عائلي يضم خمس أسر بقطعة ترابية تحمل رقم 40 بحي مازوني ''بوارسو'' ببلدية الأبيار بالجزائر العاصمة، وتحصلت على تنازل من طرف ولاية الجزائر بصفتها صاحبة القرار الأول في التصرف في تلك القطعة الترابية التابعة لمديرية أملاك الدولة. وبعد أكثر من 30 سنة قضتها في بيتها وعائلتها تفاجأت بتاريخ 12 أكتوبر 2008 بعريضة دعوى قضائية أمام الغرفة الإدارية لمجلس قضاء الجزائر، بسعي من والي ولاية الجزائر، يلتمس فيها طردها من المكان. وبعد أخذ ورد، سارت القضية في أدراج العدالة بطرق غامضة وغير قانونية بشهادة رجال القانون و محامين مختصين، وتم الحكم علينا نهائيا وبصورة سريعة وخاطفة من طرف محكمة بئر مراد رايس بإخلاء المكان، وكانت حجة السلطات وعلى رأسها مديرية أملاك الدولة، باعتبارها المدعي الأول في القضية، أن القطعة المذكورة مخصصة لانجاز مرفق عمومي، وقد صرح بهذا مسؤولون في مديرية أملاك الدولة بالعاصمة، ودائرة بئر مراد رايس وبلدية الأبيار. وتم طرد المجاهدة بعوش من بيتها يوم الثلاثاء 18 أوت ,2009 باستخدام القوة العمومية، رغم أن القضية لا تزال محل استئناف بمجلس الدولة، وقد تابعت عملية الترحيل هذه وسائل الإعلام الوطنية، التي سجلت مبررات الدعوى التي رفعتها ضدها مديرية أملاك الدولة، وهي استغلال المكان المتنازع عليه لإقامة مشروع ذي منفعة عامة. بعد التنفيذ تفاجأ بأن الأرضية لم تخصص للمنفعة العامة بعد ترحيل عائلة المجاهدة بعوش وباقي السكان ومنحهم بعض الشقق لم تتسع لإيواء كل أفراد العائلة ومن دون قرارات استفادة بزرالدة، تفاجأت بوجود شخص آخر يقوم بأشغال تشييد بناية خاصة بنفس المكان الذي أجبرت على إخلائه، ولما تقدمت إليه وطلبت منه التوقف عن الأشغال كون القضية لا تزال محل استئناف بمجلس الدولة، أجابها بأنه يحوز على رخصة بناء من طرف رئيس الجمهورية. وما حصل فيما بعد هو أن المستولي على القطعة الترابية اصطحب في سيارته الخاصة أعوان أمن وهؤلاء قدموها بعد الاستماع إليها إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس، وبعدها تم إيداع المجاهدة بعوش وزوجها سجن الحراش يوم الجمعة 2 أكتوبر ,2009 على أن تتم محاكمتنا بمحكمة بئر مراد رايس هذا الأسبوع. وعلى إثر مصابها هذا تتوجه السيدة بعوش إلى كل الجهات المعنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية قصد التدخل لحماية قيم العدل والعدالة والانتصار للدولة و القانون. فلا تطالب بالحصول على سكن لائق ولا استرداد ما سلب منها وإنما فقط تطبيق القانون.