قدمت النفسانية كلثوم بلميهوب في كتابها ''الاستقرار الزواجي'' الصادر عن منشورات الحبر، تحليلا شاملا للعلاقات الزوجية، حيث أدرجت الباحثة جملة من النصائح والقيم المثلى التي تراها أساسا لنجاح واستقرار العلاقة الزوجية معتمدة في ذلك على النظريات النفسية بمختلف مذاهبها من حيث التشخيص والعلاج. وحاولت الدكتورة كلثوم من خلال دراستها حول سيكولوجية العلاقة الزوجية ضبط الأسباب الموضوعية التي تجعل البعض يسعد بعلاقته الزوجية بينما يشقى البعض الآخر بها، وعليه أدى فهم وتقييم المسار التطوري للزواج من المواضيع الأساسية للباحثين والعياديين للوقوف على الآثار السلبية للصراع الزواجي على الأزواج والأطفال في الوقت نفسه. كما بينت هذه الدراسة نسبة الطلاق المخيفة والتي هي في تزايد مستمر مدعمة قولها بالإحصاءات التي سجلت سنة 2002 حيث بلغ معدل الطلاق 25628 حالة وسجلت ولاية العاصمة أعلى نسبة، كما شرحت صاحبة الدراسة الدراسات التي قام بها مختصون في علم النفس ولاسيما ما تعلق بالاضطرابات الزوجية، حيث أكدت الباحثة أن الزواج الناجح يؤدي إلى الصحة والسعادة والصحة النفسية. كما توقفت كلثوم في أحد فصول بحثها الأكاديمي المبني على أسس علمية دقيقة عند عتبة أنواع المشكلات والصراعات الزوجية وكيفية علاجها منها مشكلة حول الجنس باعتباره أحد أكثر المشكلات شيوعا في أوساط الأزواج، وكذا مشكلة حول كيفية إظهار الحب، ومشكلة حول الدين خاصة ما تعلق بالزواج المختلط، ومشكلة حول المال، وغيرها من المشكلات التي تعيق مسار الحياة الزوجية إذا لم نسارع للتحكم فيها تقول بلميهوب. إضافة إلى ذلك فقد بينت كلثوم العوامل المساهمة في تحقيق الاستقرار الزواجي وتتداخل فيها عوامل دينية، نفسية، سلوكية، فكرية، معرفية، عاطفية، جنسية، عمل المرأة، الثقافة الاجتماعية، عوامل اختيار الزوجين للآخر، وهي مرحلة جد مهمة في انطلاق الحياة الزوجية في شكلها الصحيح في نظر الباحثة. كما تناولت كلثوم نظريتين في العلاج الزواجي ترتكز الأولى منهما على مرحلة الطفولة بينما تعتمد الثانية على النظريات النظامية. وخلصت الباحثة إلى توضيح جانب من القسم التطبيقي الاستطلاعي الذي أجرته على عينة البحث شملت أطراف العلاقة الزوجية بغية الوصول إلى مفهوم كامل لهذه الدراسة التي استطاعت صاحبتها الولوج في أعماق الحياة الزوجية وأخذت من الجزائر نموذجا لتطبيق عملها الميداني، حيث خرجت الباحثة بمجموعة من المسلمات والنظريات التي يمكن اعتمادها من قبل الدارسين والباحثين في حقل العلوم الاجتماعية والانسانية.