ندد الدكتور شاميل بوطالب رئيس فرع وهران لمؤسسة الأمير عبد القادر بالفكرة التي تروج لها بعض الأطراف مفادها استسلام الأمير لفرنسا الاستعمارية، مؤكدا ان الأمير كان شخصا مستشرفا وأنه كان أول قائد قام بتحديد نظام حول معاملة اسرى الحرب وذلك قبل قرن من إصدار اتفاقية جنيف وكان مناضلا من أجل الحوار ما بين الثقافات والديانات ومن أجل التقارب بين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا. وتوقف شاميل خلال تنشيطه ندوة بالمركز الثقافي الجزائري بباريس عند أهم ''الحقائق'' التي تخص زعيم المقاومة المسلحة ضد القوات الإستعمارية الفرنسية وتفنيد جميع المعطيات الكاذبة -المتعمدة أوغير الإرادية- المذكورة في عدد كبير من المراجع.وأبرز المحاضر، استنادا إلى معارفه الخاصة بهذه الحقبة المهمة من التاريخ الوطني، جميع أبعاد الرجل كعسكري ومؤسس دولة حديثة بجميع هيئاتها ودبلوماسي ومفكر وأديب ورجل علم وإنساني وكل الميزات التي اتسمت بها شخصية الأمير عبد القادر الذي اختير في سن 24 زعيما للمقاومة الشعبية ضد المحتل الفرنسي. وأشار المحاضرالى ظروف سجن الأمير قائلا إنه ''تم تغيير اتجاه الأمير وأقاربه نحو طولون ليتم سجنه في ظروف غير إنسانية قبل نقله نحو مدن أخرى وحتى قصر أمبواز''، مؤكدا على ضرورة أن تنصف فرنسا هذه الشخصية العالمية المثقفة وأن تعترف بخرقها لمعاهدة وضع السلاح. ثم تطرق المتحدث للعمل الإنساني الذي قام به الامير في دمشق عندما انقذ ما يقارب 15000 مسيحي كان الدروز يهددون حياتهم. كما أشار الدكتور الى المكانة التي يحتلها الأمير في يومنا هذا عبر العالم مذكرا بالشوارع والساحات التي ''تحمل اسمه كتلك المدينةالأمريكية بولاية هوايو التي أطلق عليها اسم القادر او التمثال الذي نصب بمكسيكو أو ذاك الذي سينصب قريبا بكوبا''. وأضاف قائلا إن الأمير جدير بما هو أعظم. اعتبر متدخل فرنسي قدم نفسه على أنه ''معجب متحمس للأمير'' أن هذه الشخصية ليست جزءا من التاريخ الجزائري فقط بل جزءا من تاريخ الإنسانية بأكملها''.