ما هو توجههم الفكري والسياسي؟ وما هو موقفهم من النظام الجمهوري في اليمن ماذا عن حرب صعدة؟ وهل هي طائفية ؟ ما هي مطالب الحوثيين ؟ ولماذا رفعوا السلاح في وجه السلطة؟ كل هذه الأسئلة نشرت في موقع ''يمن برس'' وأسهم محمد بدر الدين احد احفاد الحوثيين في اليمن في الاجابه عليها في نقاط مختصرة. نحن لب الزيدية نحن لب الزيدية عقيدة وفكراً وثقافة وسلوكاً. ونسبة الزيدية إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام هي نسبة حركية وليست نسبة مذهبية كما هي بالنسبة لأتباع الإمام الشافعي (رضي الله عنه) وغيره من أئمة المذاهب. ومن ادعى أننا خارجون عن الزيدية سواء بهذا المفهوم الذي ذكرناه أو غيره فعليه أن يحدد القواعد التي من خلالها تجاوزنا المذهب الزيدي وخرجنا عنه، ولكن بمصداقية وإنصاف. كما أننا لسنا غلاة ولا تكفيريين. أما من يدعي أننا (أثنا عشرية) فهو جهل واضح لأن لكل مذهب أصولاً وقواعد تميزه عن المذاهب الأخرى، ومن لم ينطلق من تلك الأصول والقواعد فليس تابعاً لذلك المذهب، وإن كان هناك قواسم مشتركة بيننا وبين (الأثني عشرية) فهي موجودة كذلك بيننا وبين بقية المذاهب كلها. فالذي يرى أننا اثنا عشرية بمجرد إقامة عيد الغدير، أو ذكرى عاشوراء أو نحو هذا.. فهو جاهل ومغفل لا يستحق النقاش معه. ومن أراد معرفة حقيقة ما هو فكرنا ومذهبنا ومن نحن؟؟ فليراجع كتب الوالد العلامة فقيه القرآن والسنة السيد بدر الدين الحوثي وهي نحو(30) مؤلفاً وأهمها كتاب (تحرير الأفكار) وكتاب (الغارة السريعة) وهما من الردود على مقبل الوادعي، وكذا كتاب (الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز) وكتيبات (من هم الزيدية) (من هم الرافضة) وغير ذلك، وله أيضاً كتاب (التيسير في تفسير القرآن الكريم) قد تم طبع الجزء الأول منه. المخطط الاستعماري (الفتنة الطائفية) تعايش الزيود مع الشوافع مئات السنين ونحن تعايشنا حتى مع السلفيين فهاهو مركزهم الأم لا يبعد عن مدارسنا ومساجدنا بدماج نفسها إلا مئات الأمتار، كما لا يبعد عن مسجد ومدرسة الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع) في مدينة صعدة سوى بضعة كيلومترات، وعلى مدى أكثر من (20) سنة ونزاعاتنا معهم لا تتعدى النزاع الفكري ، ومقارعة الحجة بالحجة، مع أنهم يُفْرِطُون كثيراً في النيل من عقيدتنا، والجميع يعرف إصدارات مركز دماج من أشرطة وكتب، وما تحويه من الادعاءات التي تهاجم الزيدية وعلماء الزيدية من لدن أبرز علماء ومراجع الزيدية في هذا العصر كالسيد العلامة مجد الدين المؤيدي، والسيد العلامة بدر الدين الحوثي إلى أصغر عالم. كما نالوا من أعظم وأبرز أئمتنا كالإمام زيد بن علي، والإمام الهادي يحيى بن الحسين (عليهما السلام) إلا أن ذلك كله لا يخرجنا عن إطار الرد عليهم بالمنطق والدليل، وكتب علمائنا تزخر بتلك الردود المنصفة المهذبة البعيدة عن التعسف والتشنج، وهي في متناول جميع القراء لمن يريد استجلاء الحقيقة، ومعرفة نهجنا وطريقنا في التعامل مع الخصم أياً كان. التوجه السياسي لا نرى أنه يصح التفريق بين الدين والسياسة حسب المفهوم الصحيح للسياسة وأن شعار(ما لله لله وما لقيصر لقيصر) شعار استعماري جهد الغرب في ترسيخه في عقول المسلمين وأهدافه ومغازيه غير خافية. ومعلوم للجميع كيف كان الوضع قبل الوحدة، والذي من خلاله تعرض المذهب الزيدي وأبناءه لقمع رهيب في محاولة جادة من قبل السلطة لطمس الهوية الزيدية، وكان أغلب موظفي وزارة التربية والتعليم وبالأخص مكتب التربية بصعدة ومدراء المراكز التعليمية والمدارس والمدرسين وهابيون. وظلت المدارس الأهلية الزيدية معطلة إلا من بعض الدروس لبعض العلماء في الهجر العلمية وطلاب يعدون على الأصابع، وتمت مضايقة العلماء والتنكيل بهم وتعرض بعض الناشطين في التدريس والتأليف منهم للسجن ومحاولة الاغتيال، أو النفي خارج الوطن. وفي ظل هذا الوضع لم يكن أحد يفكر في أي نشاط سياسي لا سراً ولا علناً، بل كانت قضية تدارك الفكر الزيدي وصيانته من أطماع الطامعين هي كل ما يفكر فيه المهتمون بالأمر. وبعد تحقيق الوحدة في مطلع التسعينات وبعد السماح بالتعددية السياسية.. رأى العديد من الآباء العلماء والشباب المستنير إنشاء حزب سياسي سمي حزب الحق برئاسة السيد العلامة مجد الدين المؤيدي، ونيابة السيد العلامة بدر الدين الحوثي, إضافة إلى أمينه العام السيد أحمد الشامي، وكانت انطلاقته القوية خصوصاً في السنوات الأولى قد تسببت في ذعر السلطة وانزعاجها بسبب الثقل الكبير الذي كان يحظى به الحزب في الساحة. واقعنا يفصح عن مطالبنا ما هي مطالبكم؟ ..لماذا كل هذه الحروب مع السلطة؟! هكذا يتساءل الكثير، والواقع أنه بأدنى تأمل في الوضع الذي تعيشه الزيدية نجد الإجابة على هذه التساؤلات. إذا أنه معلوم للجميع ما تعانيه الزيدية من اضطهاد وحرمان وتمييز عنصري وطائفي منذ انقلاب 1963م، والذي لم يَعُد انقلاباً على حاكم معين أو أسرة بعينها، بل تم الانقلاب على ذلك الانقلاب وتحول إلى انقلاب على الهاشميين عموماً. إذن... مطالبنا هي مطالب أي أمة أو طائفة تعاني من التمييز العنصري والطائفي، مضطهدة في فكرها وعقائدها، مصادرة حريتها، وعندما تتطلع وتسعى لفكرة أو لعمل مشروع خيري وبأية وسيلة مشروعة للحفاظ على هويتها وخصوصاً عندما تلمس السلطة إمكانية نجاح المشروع وتلحظ جدوائيته وأنه بعيد عن الغوغائية والمجاملات التي من شأنها تجميد الطاقات، ووأد الكفاءات لأن مثل هكذا مشاريع وأعمال مقبولة عندهم، بل يمكن أن يدعموها أقول : ما إن تبدأ المسيرة حتى تنصب عليها المشاكل وتعاني الويلات من قبل النظام بحجة أن هؤلاء يريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، والعودة إلى الحكم الإمامي الكهنوتي ال...ال...الخ. وأنهم يسعون للانقلاب على النظام الجمهوري، والوحدة، والديمقراطية وعرقلة مشاريع التنمية، والقضاء على المنجزات و..و..الخ وهكذا لم يسلم من هذه التهمة أي مشروع زيدي ، سواء كان حزبياً أو تربوياً ، أو غيره ، بل على مستوى الأفراد كالمدرسين ونحوهم ، وما قضية العلماء الزيديين يحيى الديلمي ومحمد لقمان ومحمد مفتاح عنا ببعيد. إنني أعتقد أن التوجه الطائفي العنصري ضد الزيدية والهاشميين إنما هو أستجرار لتاريخ قمعي ، وإرث لتركة غنية بالأحقاد والظلم والاضطهاد، خلفها لهم أئمة الجور من الأمويين والعباسيين الذين لطخوا صفحات التاريخ بجرائمهم ضد أهل البيت وشيعتهم عبر مئات السنين، وهذا ما نلمسه واقعاً معاشاً قولاً وعملاً. إن هذا التوجه الحاقد كان من جملة الدوافع والأسباب لإشعال الفتنة وتأجيج نار الحرب في محافظة صعدة، كما يلحظه من له أدنى متابعة للأحداث منذ الحرب الأولى بمران، إضافة إلى تلك الدوافع الغير خافية على أحد ، والتي أفرزتها العلاقات المتنامية مع الإدارة الأمريكية، وهي أسباب كلها تندرج ضمن المخطط الاستعماري الذي تنفذه الإدارة الأمريكية وعملاؤها تحت مسمى (مكافحة الإرهاب). إذن.. وفي ظل هذا الوضع المزري للزيدية والذي يلمسه كل عاقل منصف.. أفلا تكون مطالبنا واضحة جلية؟ ألا نستحق العيش بحرية وكرامة في ظل ما يسمى : دولة النظام والقانون؟ أين هو فكرنا وعقائدنا في المناهج التعليمية؟ أين الأساتذة والمفكرون والمثقفون الزيديون في كافة المؤسسات الثقافية الرسمية؟ أين المشاريع التنموية في بلاد الزيدية؟ قارنوا بين وضع الزيود وغيرهم من التيارات الأخرى في هذه المجالات على الأقل!! وهل من المعقول أن يمنّوا علينا بموظف زيدي هنا أوهناك ممن لا يعرف من الزيدية سوى الإرسال في الصلاة ؟!! وأكثرهم يكونون في وظائف سيئة كالجمارك، والضرائب، والمالية ونحو ذلك!! لكن أين العلماء الأخيار؟ أين الواعون والمثقفون؟ أين الأكفاء الأمناء المخلصون؟ هولاء كلهم مهمشون كلهم مبعدون، وأغلبهم توزع عليهم مختلف أنواع التهم حسب تأثيرهم ومكانتهم الاجتماعية، وكفاءتهم العلمية والثقافية. فهم في نظر السلطة ملكيون، انفصاليون، عملاء لإيران، جعفريون اثنا عشريون..... وهكذا. إن من يريد معرفة حقيقة ما يواجهه أبناء المذهب الزيدي لا بد أن يتجاوز ما تتشدق به وسائل الإعلام من التضليل والتزييف وقلب الحقائق والخداع ، فهل يكفي الزيدية رفع الأذان من الجامع الكبير بحي على خير العمل ؟ هذا خداع . وسائلنا لنيل حقوقنا: لا بد أن يعلم الجميع أنه مهما كانت مطالبنا، مهما كانت المظالم المنصبة على رؤؤسنا، مهما واجهنا من تمييز ضدنا.. فإن طريقنا لنيل حقوقنا لا يمكن أن يتجاوز الطرق السلمية التي كفلها لنا دستور الجمهورية اليمنية الذي تم الاستفتاء عليه بعد الوحدة مباشرة، مع أن هذه الطريق السلمية أصبحت وللأسف مسدودة ، وأبسط مسيرة أو اعتصام أو حتى تعبير عن الرأي بالكلمة يواجه بقمع شديد وهل شعار: الموت لأمريكا وإسرائيل خارج عن نطاق حرية التعبير عن الرأي؟ ولماذا نسجن ونقَتَل ونحارب بسببه؟!!. ولكن مهما يكن تبقى تلك الوسائل هي النهج الذي نؤمن به ونرتضيه. أما هذه الحروب التي نخوضها منذ ما يقارب أربعة أعوام فليست من أجل نيل تلك الحقوق والمطالب، وإن كان التمادي في سلبها والإمعان في القهر والحرمان مما ينذر بتفجر الوضع العام الذي قد لا يمكن لأحد من السيطرة عليه. لكن هذه الحرب فرضت علينا فرضاً، والكل يعلم أن السلطة هاجمتنا بقواتها المسلحة إلى بيوتنا، ولم يبق لنا من وسيلة سلمية للدفاع عن أنفسنا، واضطررنا اضطراراً للجوء إلى سلاحنا دفاعاً عن النفس، وسنبقى إنشاء الله دعاة سلم وسلام ووحدة ووئام. نحن والنظام الجمهوري نحن لم نعارض النظام الجمهوري، أو نفكر في الانقلاب عليه يوماً ما، والنظام الملكي لا أساس له في فكرنا الزيدي، والأخ السيد حسين بدر الدين وضح ذلك في رسالته للرئيس قبيل الحرب وفي كثير من رسائله وتصريحاته، كما وضح ذلك الوالد العلامة بدر الدين الحوثي والشيخ عبد الله الرزامي في رسالتهما للرئيس قبل الحرب الثانية. وكذا تصريحات الوالد بدر الدين الحوثي في مقابلته مع صحيفة الوسط وإن كان هناك من قبل السلطة وأزلامها من الكتَّاب من أساء استغلالها، وجهد في تحريف ما تزخر به من شفافية وانفتاح وإخلاص وإنصاف كما أن الأخ حسين صرح في أكثر من مناسبة أن الرئيس هو رئيسنا،وأن النظام الجمهوري هو نظامنا وأنه لا مشكلة لنا مع السلطة، وأن مشكلتنا ومشكلة الأمة الإسلامية كلها إنما هي مع أمريكا وإسرائيل. نحن لا نفكر في السلطة، وليس لدينا أية طموحات في أي منصب فيها، وكل ما يهمنا هو أن نعيش كمواطنين عاديين في ظل نظام يحترم الدستور الذي كفل لنا حق المواطنة والعيش بحرية وكرامة، وحتى النشاط الحزبي لا نرغب فيه لاعتقادنا عدم جدية السلطة في مسألة التعددية الحزبية، ولنا عبرة بما تواجهه معظم الأحزاب خصوصاً حزب الحق ، وأتحاد القوى الشعبية.