بعد التهديدات التي أطلقها مبارك الأب ومبارك الابن بخصوص عدم التساهل مع الجزائر، بعدا فوز المنتخب الوطني على نظيره المصري في مباراة لكرة القدم، هاهي مصر تذهب بعيدا في هذه الأزمة التي تسببت فيها خاصة بعد التصريحات من أعلى المستويات في هرم السلطة ، هاهي أم الدنيا تزيد من حدة التوتر في العلاقات بين البلدين رغم مساعي التهدئة إلا أنها ضربت كل هذه المساعي عرض الحائط، حيث ذهبت هذه المرة إلى الإعلان عن بلاغ كاذب قالت أن أمن مطار القاهرة الدولي تلقاه من قبل مجهول في اتصال هاتفي يفيد بوجود قنبلة على الطائرة الجزائرية القادمة من الجزائر . وحسب ما ذكرته وسائل إعلام مصرية أمس فقد تلقت شرطة المطار بلاغاً من مجهول لدى وصول الطائرة الجزائرية القادمة من الجزائر رحلة رقم 4038 وعلى متنها 127 راكباً من بينهم 116 مصرياً من العاملين في الجزائر التابعين لبعض الشركات المصرية و9 ركاب جزائريين وفلسطينيين. وفور تلقي البلاغ، قامت سلطات الأمن المصرية بإنزال الطائرة بموقع الهاي جاك المخصص لذلك وتم إنزال الركاب للتعرف إلى حقائبهم وتفتيشها بواسطة خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية، وبعد ساعتين من عمليات التفتيش لم يتم العثور على شيء . وكانت مصر وفي خطوة جديدة نحو التصعيد باتجاه الجزائر، تعمدت منذ اليومين الأخيرين إدارة تسيير مطار القاهرة، معاملة طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، معاملة المشتبه في أمره. إذ أن إدارة المطار حتمت على طاقم الطائرة الهبوط على بعد مسافة كيلومترين من المدرج الرئيسي للمطار، وعلى الرغم من أن الرحلة كانت تقل جزائريين ومواطنين مصريين، فإن الإدارة التقنية وبأوامر فوقية من إدارة تسيير المطار، أرغمت طاقم الطائرة بالهبوط على مسافة كيلومترين من المدرج، وهو ما شكل عذابا ومشقة كبيرة، بالنسبة للمسافرين الذين تم نقلهم بواسطة الحافلات إلى نقاط أمن المطار. وذكرت تقارير صحفية أمس أن مصر رفضت أي وساطات عربية لاحتواء التوتر الحادث في علاقاتها مع الجزائر. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه مصدر رفيع المستوي أن الرئيس المصري حسني مبارك ينتظر اعتذاراً علنياً من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل التجاوب مع أي مساعٍ لوقف التدهور الراهن في العلاقات بين البلدين. وزعم المصدر لصحيفة ''الدستور'' المصرية''أن الرئيس يعتبر أن أقل اعتذار يمكن أن تقدمه الجزائر يتمثل في قيامها بمحاكمة كل من تسببوا في إلحاق الأذى بالجمهور المصري في السودان، ومصالح الجالية المصرية في الجزائر''. يأتي أيضا هذا الأمر في غضون رفض الشارع والسلطة في الجزائر لأي تنازلات بهذا الخصوص، خاصة بعد الحملة الشرسة والعدائية من قبل الإعلام المصري على الشعب الجزائري وقادته، في ظل تأكيدات من قبل بعض المصادر التي تستغرب طلب المصري بالاعتذار مع أن مصر هي المتسبب الأول في إثارة شرارة الأزمة بين البلدين. فيما تؤكد نفس المصادر أن مصر بذلك بدأت حربا أخرى تريد من خلالها استفزاز الجزائر من خلال هذه الخرجة التي تزيد من حدة التوتر حسب نفس المصادر التي تحذر من هذه اللعبة الأمنية المصرية القذرة'' في وقت استطاعت فيه الجزائر القضاء على فلول الإرهاب بل أن الأمريكيين أصبحوا يقتدون بها في هذا المجال، لتضيف المراجع ذاتها، أن القاهرة إذا استمرت في هذا الأمر لن تجني إلا الشوك لأن اللعب بالنار ليس كاللعب برمادها.