قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إنه لا حوار مع المعتقلين المرتبطين بما يسمى بتنظيم القاعدة ''لأنهم لم يعلنوا تخليهم عن العنف''. وأوضح في مؤتمر صحفي عقده في نهاية الأسبوع الماضي بمدينة روصو (200 كلم جنوب العاصمة نواكشوط) أثناء تدشين بعض المنشآت والمؤسسات التعليمية أن'' المتهمين بالقيام بأعمال إرهابية لم يعلنوا تخليهم عن نهج العنف والإرهاب، وإنما فقط نفوا التهم المنسوبة إليهم وهذا لا يمكنه أن يكون بمثابة فتح قنوات حوار معهم''. وأضاف الرئيس الموريتاني أن ''السجناء المعروفين بالسلفيين الجهاديين الذين وجهوا مؤخرا رسالة إلى السلطات للمطالبة بالحوار اكتفوا فقط بنفي التهم التي وجهها لهم القضاء وهذا لا يوازي التخلي نهائيا عن الإرهاب ونبذ العنف، ونحن سنحاكمهم وسيقول القضاء كلمته بالنسبة لجميع المعتقلين''، وعن أسباب تأخير موعد محاكمتهم عدة مرات، أوضح ولد عبد العزيز أن السبب راجع إلى محاولات محامي الدفاع عنهم في كل مرة طلب الحصول على الإفراج عن عدد منهم بكفالة ما يجعل القضاة يعيدون النظر في هذه الطلبات وذلك ما تسبب في تأخير موعد المحاكمة''. وأشار الرئيس الموريتاني إلى أن محاكمة المتهمين بالارتباط بما يسمى بالقاعدة ومنهم متهمون بالضلوع في أعمال إرهابية، منها مهاجمة سياح فرنسيين وقتل مواطن أمريكي ومهاجمة مراكز للجيش الموريتاني، ستتم في القريب العاجل. إلى ذلك ناشد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، الصحافة الموريتانية بعدم نشر الأخبار المتعلقة ب ''تحركات وحدات الجيش وتبادل مهامها وانتقالها بين مناطق حساسة''، خاصة في الشمال الموريتاني. وأشار الرئيس الموريتاني إلى أن محاكمة المتهمين بالارتباط بالقاعدة ومنهم متهمون بالضلوع في أعمال إرهابية ستتم في القريب العاجل، ويوجد في سجن نواكشوط المركزي تحت حراسة أمنية مشددة أكثر من ستين معتقلا، معظمهم أعضاء في القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتأتي تصريحات ولد عبد العزيز بعد ظهور تقارير عن وجود حوار مع معتقلي السلفية الجهادية. وقال الرئيس ''ادعوكم إلى الكف والامتناع عن نشر أخبار تحركات الوحدات العسكرية لأن ذلك مناف للالتزامات الأخلاقية المعروفة في العالم بين الصحافة ودولها، نظرا لحساسية النشاطات العسكرية''، مؤكدا عدم نية الحكومة العودة إلى تعريض الصحافة للمصادرة لنشرها مثل هذه الأخبار. وكانت مواقع إخبارية الكترونية، وبعض الصحف الموريتانية تناولت بإسهاب تحركات بعض ألوية الجيش، فيما تخشى السلطات تنامي نشاط فلول التنظيمات الإٍرهابية في المنطقة. يأتي هذا الأمر في وقت اعتبر فيه قائد القيادة العسكرية الأميركي لإفريقيا (أفريكوم) وليام وورد خلال زيارته الجزائر الأربعاء الماضي أن الإرهاب لا يزال يشكّل تهديداً لدول المغرب ومنطقة الساحل. وقال الجنرال الأميركي في مؤتمر صحافي ''إن الأنشطة الإرهابية والإجرامية في دول المغرب ومنطقة الساحل لا تزال تمثّل تهديداً لكل المنطقة وأبعد منها أيضاً''. إلى ذلك تشير التقارير الأمنية الموريتانية أن الإجراءات الموريتانية لإحلال السلام في منطقة الصحراء المضطربة تحظى بردود إيجابية في الصحف المحلية وتقدير المواطنين عموما، خاصة وأن الجيش الموريتاني بدأ مؤخرا نشر قواته في معاقل الجماعات الإرهابية في قلب الصحراء من أجل قمعها، حسب قول الصحفي لمرابط ولد محمد الموريتاني يوم 22 نوفمبر، مضيفا أنه يبدو أن العملية ساعدت على إخضاع الإرهابيين. وقامت قوات الأمن الموريتانية لأول مرة في 13 نوفمبر باصطحاب صحفيين في أول جولة لهم للوقوف على عمليات محاربة الإرهاب في أدرار والتي تمركزت في منطقة المجابات الكبرى، وخرج الصحفيون والمحللون من الجولة يقولون إنه يبدو أن الجيش يتحكم في المنطقة لأول مرة منذ أربع سنوات. وتأتي تحركات موريتانيا بعد الاجتماع التنسيقي الذي جرت أشغاله في الناحية العسكرية السادسة، وتحديدا في منطقة تمنراست بمشاركة الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، والمتعلقة بتعزيز علاقات التعاون العسكري والأمني''.