أكدت الشاعرة ''ربيعة جلطي''، وهي تستعد لتوقيع عملها الروائي الأول ''الذروة''، أن انتقالها إلى جنس الرواية ليس خيانة للشعر. وقالت جلطي إنها لازالت تراهن على الكتابة الشعرية مبررة اعتناقها الرواية بملاحقة النثر لها في جل كتاباتها الشعرية، وهوما دفعها - تقول جلطي- لخوض التجربة الروائية. وأوضحت ربيعة أن بدايتها الإبداعية كانت مع القصّة ثم الشعر وبعض التجارب الروائية الصغيرة حتى جاء ميلاد رواية ''الذروة''. أوضحت ربيعة في حديثها ل'' الحوار'' عن تفاصيل تجربتها الروائية الجديدة ''الذروة''، أن العمل الجديد لا يحمل أي شكل من أشكال الضجيج العام الذي أعيشه. وقالت إن روايتها تحكي تفاصيل عن الحياة التي عاشتها وعلاقاتها مع كل الناس وكذا لقاءاتها بمختلف الطبقات من أعلى قمة بالهرم في السلطة، إلى أخمص القاعدة، من مثقفين وغيرهم. وأكدت صاحبة ''الذروة'' أن الرواية ولدت من تفاصيل الحياة اليومية للجزائري، باعتبارها أستاذة جامعية تعيش في مجتمع بكل تفاصيله اليومية وتتواصل مع أشخاص من كل الطبقات، مشيرة إلى أنها لم تتعمد أي توظيف لعامل الطابوهات إلا قسرا ضمن بناء الهيكل الروائي في موضوع الرواية. واعتبرت الكاتبة إقحام الجنس داخل الرواية عيبا إلا إذا كان ذلك في إطار البناء الروائي ككل، وقالت جلطي إنها تعتمد في كتاباتها على ذائقتها الروائية التي اكتسبتها من إدمانها على قراءة الروايات العالمية مما ولد لديها قوة كبيرة في اكتشاف حشو الطابوهات في الكتابات الروائية. وأكدت صاحبة ''الذروة'' أن هدفها إيصال رسالة معينة بحرية تامة عن كل ما يدور في ذهن أي شخص بصدق، مشيرة في هذا السياق الى أن الحديث عن الصدق، لا يجب أن يقتصر على الجانب الواقعي، ''فهناك صدق فني يشتغل على المخيال والذاكرة''. إلى جانب هذا ترى جلطي ضرورة ووجوب تحلي المبدع بالصدق مع نفسه ومع غيره كي يكسب القارئ. وبخصوص سر تحولها إلى كتابة الرواية قالت ربيعة جلطي ''تجربة ''الذروة'' ليست بالأولى على خلاف ما يعتقده الكثيرون''. موضحة أنه سبق لها أن خاضت تجربة الكتابة الروائية منذ فترة طويلة، لكنها لم تنشرها كونها لاتزال متحفظة من تجربة النشر في الجزائر الذي لازال هاجسا بالنسبة لها وعائقاً بينها وبين القارئ. من جهة أخرى أفادت المبدعة ربيعة جلطي خلال دردشتنا معنا أن وفاءها للشعر هو سبب آخر يقف وراء تأخرها عن نشر أعمالها الروائية. موضحة أن الشعر والرواية تجربتان مختلفان جماليا وفكريا، والشيء الذي لا شكّ فيه هو أن الشعر أصعب من الرواية من حيث إنه يتحمّل مهمة توصيل فكرة مكثفة بطريقة مباشرة إلى القلب، وهذا يتطلّب مجهودا فكريا وثقافيا. في حين أن الرواية فسحة للكاتب تمنحه حرية اللعب بالكثير من الأسلحة وتسمح بالوصف والتشخيص والتفسير بقدر الإمكان