تحية إجلال وإكرام إلى الشيخ الكبير والقاموس الرياضي، الأسطورة الجزائري مهندس البساط الأخضر للكرة المستديرة، وأقصد به طبعا الناخب رابح سعدان فالكل يحييه ويشد على يديه الكريمتين وهذا الإنجاز الرائع الذي أحرزه لنا لوقت كان ضائعا. أتذكر أول تعليق لي أو الملاحظة التي خرجت بها ولم نخرج من التصفيات، التي حسمت لاحقا بالمريخ كان تعليقي حينها حول لقاء ال؟اهرة !!!مع نهايته مباشرة هي تلك الصورة المتعلقة بالشيخ سعدان. إذ قلت يومها للجميع أنه ليس هناك أحد في العالم ممن تابع مباراة ال؟اهرة، سواء الأشخاص أو الكاميرات يكون قد دقق وتمعن وقرأ كل صغيرة وكبيرة في تلك المباراة الممهدة للفاصلة التي عد و عدد حتى عشب المستطيل الأخضر الذي أجريت عليه، غير ذلك الشيخ الذي كان يجلس قابعا وراء خط التماس على كرسي الاحتياط، مثل الهلال وفي صدره مجموع نجوم الاحتياط، لقد قضى الشيخ كامل المباراة جالسا يجمع يديه كالتلميذ النجيب بتركيزه الجيد وتغطيته الكاملة بنظرات ثاقبة وثابتة للبساط الأخضر وما يجري عليه، بساط وان كنا نحن نراه كذلك فقد كان يراه الشيخ صبورة في قسم مدرسي تقدم فيه الدروس، والكرة مثل الطباشير يخط بفعل تحريك أقدام اللاعبين تكتب الدروس وتترك التمارين وجد حلولها الشيخ قبل موعد الامتحان الفاصل بالخرطوم، هكذا كان الشيخ وهكذا كنت انظر إليه يومها، ذلك ما جعلني أتمنى لو يبقى المخرج مركزا كل كاميراته على الشيخ وحده لكنا حقيقة تابعنا يومها اللقاء بأحسن صورة وأنقاها، صاحبتها برودة أعصاب وهدوء الشيخ التام، سمة تنمي عن أخلاق عالية يكتسبها وأخلاقيات لعبة يعرفها الشيخ سعدان ويحترمها جيدا. لقد كان يرى البعض من المتحمسين في هدوء الشيخ ممن لا يعرفون دهاليز اللعبة صفة أو تصرف قل عنه إن شئت وقالوا عنه غريب في وقت حرج لأنه لم يتدخل ويصيح على لاعبيه، ولم يتحرك أو ينبض مثل ''النابض'' طيلة التسعين دقيقة عكس خصمه الذي لم يرسم أي خطط أو حتى خط مستقيم لمستقبل وحاضر فريقه، بل والمضحك المبكي أنه ظل ينبض مثل ''النابض'' المعدني على خط التماس حتى مسحه بحركات نبضه من الأساس، بدون أن يحترم قوانين البساط الأخضر، تصرف أو حركة كان يريد أن يقول من خلالها للجماهير أن تنزل إلى البساط بعد لم تجد نفعا على المدرجات لتساعد عناصره للظفر بالمباراة وتحصيل النقاط الكافية للتأهل إلى كأس العالم بجنوب القارة وتحقيق حلم ومواصلة مجد الغرور، زادها غرورا الفوز المؤقت بملعب ال؟اهرة يومها وتعادلت نقاط الفريقين وليس الحظوظ، لأن الحظ أخذ مفاتيحه الشيخ النجيب ولم يعلم ويتعلم المعلم ''النابض'' الدرس، قبل واقعة المريخ الساخنة التي أذابت الكرات الثلجية وكبحت مرور الغرور، وتمكن محاربو الصحراء وقائدهم الشيخ من الإطاحة بآل فرعون المغرور وفك أسرار التحنيط فتحللت الموميات على أرض المريخ، والحقيقة كل الحقيقة أن مباراة السد التي جرت على ضفاف نهر النيل السوداني كانت محسومة لصالح الجزائر حتى لو جرت على مشارف السد العالي بأسوان لأن كل أسرارها وحلولها كانت في يد الشيخ سعدان ذلك ما سهل مهمة الشيخ الذي زرع وحصد في المريخ وذهبت وسدت طريق الغرور فهل يتعلم العلماء الدرس؟؟؟؟ وتعلمنا نحن من جد وجد ومن زرع حصد. والحسود لا يسود........والحقود......والأسود لا تخشى...... والمعذرة يا أبناء ال؟اهرة على الخطأ المطبعي.