كشف رئيس جمعية أولياء المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي بسطيف، الدكتور سعداوي، عن إطلاق الجمعية مشروعا يقضي بالإدماج المدرسي للأطفال المعاقين حركيا بتمويل من مؤسسة إعاقة عالمية، تكميلا لنشاط الجمعية التي تأست سنة 1990 للدفاع عن حقوق هذه الشريحة بالولاية من باب جهل الأطباء لهذا المرض. يعمل المشروع، أوضح الدكتور سعداوي في لقاء خاص جمعه ب ''الحوار''، على التوعية من أجل الإقناع، الدعم، ومرافقة الأطفال المصابين بالشلل الدماغي في المدارس، الروضات، وغيرها، وتأطير وتكوين عدد هائل من الأخصائيين النفسانيين من اجل شمل عدد أكبر من الأطفال المعاقين وتكوين مرافقي الحياة من العائلات والأطفال. وأضاف الدكتور في تعريفه بالمرض، أن الإعاقة الحركية ذات المصدر العصبي تنتج عن إصابة في الجهاز العصبي الدماغي للأطفال قبل، خلال أو بعد ولادتهم بسنوات قليلة، فتؤثر على حركات الطفل وأوضاعه الجسمية، والإصابة المذكورة وإن كانت نهائية فإنها غير متفاقمة. الجمعية ناضلت من أجل إعادة التأهيل الحركي أكد الدكتور سعدواي أن أعضاء الجمعية ومؤسسيها من أولياء المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي، كان همهم الأول لدى تأسيس الجمعية التعريف بهذا النوع من المرض للأطباء والعامة، حيث ظل وإلى وقت غير بعيد مجهولا حتى لدى الأطباء، وعليه نظمت الجمعية العديد من التظاهرات العلمية والأيام الإعلامية والتكوينية. كما قامت الجمعية بفتح دراسة لبحث أسباب الإصابة بهذا النوع من المرض المؤدي إلى الإعاقة، لتنتقل بعدها لبحث احتياجات هؤلاء الأطفال، وعلى رأسها إعادة التأهيل الحركي والتدليك، فعدد المدلكين كان قليلا ما اضطر الجمعية إلى استقدام مدلك من ولاية البليدة وفتحت مركزا خاصا على مستوى الجمعية كان فضاء وحيدا لهؤلاء الأطفال لتلقي العلاج الفيزيائي على أن يفتتح مركز رأس الماء. واهتمام الجمعية لم يكن مقتصرا فقط على إعادة التأهيل الحركي وإنما أطلقت مشروعها الخاص بالإدماج المدرسي لهؤلاء الأطفال على مستوى المدارس العادية. المشروع كوّن 25 من مرافقي الحياة تمكن أعضاء الجمعية من العاملين على المشروع من تحقيق نتائج وصفها الدكتور سعداوي بالإيجابية، من استرجاع ثقة المصاب بالشلل الدماغي وإيمانه بقدراته، احتكاك الطفل المصاب بزميله السليم وإبعاد فكرة الاختلاف والسلبي، تحسيس واستعداد جيد لعدة عائلات لكثير من موظفي إدارات وبلديات أي السلطات العامة، توعية الفريق بالمهمة واستعداده لتحسين نوعية التدخلات. وكذا تكوين أكثر من 25 من مرافقي الحياة AVS المنحدرة من أسر وأقارب الأطفال المصابين. وأصبح بفضل المشروع، العديد من مديري ومعلمي المدارس يستقبلون الأطفال بكيفية رائعة ومشجعة، إضافة إلى تحسين وتسهيل التنقل للمعاق بوضع المستوي المائل للكراسي. ومن النتائج الأخرى للمشروع أن عدة أطفال يزاولون الدراسة العادية موزعين كالآتي، 82 طفلا متمدرسا في مختلف الأطوار، 23 في الروضات، 15 في التحضيري. علاوة على تحسيس عدد من الصحافيين بالمشروع وبواسطتهم كل المجتمع. وكشف وتصحيح عن طريق الفرقة المتنقلة عدة عناوين، وهواتف عائلات بعض المصابين، وتحديث قائمة المصابين بالشلل الدماغي من طرف الفريق المتنقل خلال المشروع. الفريق المتنقل أكثر توعية ويتدخل أحسن في مهمته، كما أن عدة عائلات تلقت حصصا توجيهية وهي عازمة على تمدرس أولادها.