دعا أول أمس المختصون المشاركون في يوم دراسي بسطيف حول إدماج الطفل المعاق في المدرسة العادية إلى تنمية الوظيفة المعاملاتية في الوسط المدرسي كونها عامل أساسي في إدماج الأطفال المعاقين ذوي المصدر العصبي في المدارس العادية. وأوضح المتدخلون أن تأهيل وتدريب المساعد التربوي داخل المؤسسة بالإضافة إلى الكشف والتكفل المبكر شرطان مسبقان لنجاح تمدرس الطفل المعاق خاصة وأن القليل من الأطفال الذين يزاولون التعليم في المدارس العادية يحاولون المتابعة بعد جهود هائلة وعراقيل كثيرة كصعوبة التنقل والمتابعة والمشاركة في القسم، ودعا المحاضرون بالمناسبة إلى ضرورة تغيير نظام التمدرس حتى يتمكن الطفل المعاق من مزاولة التعليم في ظروف ملائمة كوضع مساعدات تقنية تحت تصرفه تسهل له التحرك كالمستويات المائلة للكراسي المتحركة والمراحيض المهيأة والطاولات الملائمة وكذا الأقلام، ويهدف هذا اللقاء الذي حضره أولياء أطفال معاقين حركيا وأخصائيون نفسانيون وأرطوفونيون بالإضافة إلى مربيين ومختصين بيداغوجيين ومعلمين وأطباء إلى مناقشة طرق دعم وإدماج الأطفال المصابين بإعاقة حركية ذات المصدر العصبي في المدارس والاكماليات وكذا الروضات العادية بالإضافة إلى كيفيات إدماجهم في الحياة الاجتماعية، كما تم في هذا اللقاء عرض نتائج مشروع الإدماج المدرسي للأطفال المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي الذي تعمل عليه جمعية أولياء المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي منذ الفاتح من جوان الفارط بتمويل من الجمعية العالمية "إعاقة عالمية"، ويتمثل هذا المشروع الذي يتم طرحه لأول مرة على المستوى الوطني في تعيين أساتذة مختصين وأطباء نفسانيين داخل المدارس قصد توجيه ومتابعة الأطفال المعاقين حركيا ذوي مصدر عصبي والتكفل بهم والقضاء على التسرب المدرسي في وسطهم الناتج عن عدم مقدرتهم على الاندماج، وذكر رئيس المشروع أن مشروع الإدماج المدرسي للأطفال المصابين بإعاقة حركية ذات مصدر عصبي سيسمح برفع معدل تمدرس هؤلاء الأطفال بشكل طبيعي في المدارس العادية عبر الولاية من 60 إلى 140 طفل سنويا وبالتالي مساعدتهم على الاندماج في الحياة الاجتماعية، من جهته أكد ممثل مديرية التربية بالولاية أن مجموعة من التدابير قد اتخذت على مستوى المؤسسات التي يزاول بها تلاميذ معاقون حركيا ذوي المصدر العصبي دراستهم من أجل توفير ظروف تمدرس عادية لهم، وتتعلق هذه الإجراءات التي شرع في تطبيقها في بعض المؤسسات عبر الولاية في تهيئة ممرات وملحقات صحية خاصة بهذه الفئة، علما أن جمعية أولياء المعاقين حركيا ذوي المصدر العصبي بسطيف تعد واحدة من أقدم الجمعيات النشطة في مجال التكفل بالطفل المعاق، حيث تأسست العام 1990 وتضم حاليا أزيد من 750 منخرطا من ذوي الإعاقة الحركية ذات مصدر عصبي معظمهم من الأطفال الذين يزاولون على مدار الأسبوع عديد النشاطات التربوية والترفيهية الهادفة، وترمي هذه الجمعية إلى تقديم المساعدة لهذه الفئة من المجتمع وتوفير جميع الوسائل والإمكانيات اللازمة من أجل إدماجها في الحياة الاجتماعية من خلال جمع تبرعات وإعانات من محسنين، ويؤطر هؤلاء المعاقين فريق تربوي متعدد المهام يضم مربيات ومختصين نفسانيين ومختصين في التدريب على النطق بالإضافة إلى مختصين بيداغوجيين ومعلمين وأطباء، كما يتم القيام بفحوصات دورية وضمان متابعة طبية واجتماعية للمعاقين وتوجيه أوليائهم وفقا لحالاتهم الصحية.