شكلت حياة و مسيرة المجاهد مسعود زقار المدعو ''رشيد كازا'' موضوع لقاء إعلامي نظم يوم الخميس بالمركز الثقافي جيلالي امبارك ببلدية العلمة (25 كلم شرق سطيف) بمناسبة إحياء الذكرى ال 22 لرحيل هذه الشخصية الوطنية. وحضر اللقاء سلطات الولاية المدنية و القضائية و العسكرية بالإضافة إلى عدد من المجاهدين وأعيان المدينة ممن عايشوا مختلف مراحل حياة هذا الرجل الذي اشتهر أيضا باسم ''بحري'' و''ميستر هاري'' قبل و أثناء وبعد ثورة التحرير الكبرى. وتطرق الدكتور أحمد عظيمي من جامعة الجزائر في محاضرة ألقاها بالمناسبة إلى حياة مسعود زقار ونضاله السياسي مركزا على فترة علاقاته مع الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة وتغلغله في صفوف القوات الفرنسية و نشاطاته النضالية في المغرب من جهة أخرى. وحسب الدكتور عظيمي فقد ''استطاع ابن منطقة العلمة (سطيف) مسعود زقار بذكاء وحنكة من اختراق مكتب الجنرال شارل دوغول وتجنيده لخدمة الثورة الجزائرية من خلال إعلامه بكل ما يجري في صفوف المستعمر ليقوم هو بنقلها إلى جيش التحرير الوطني عن طريق عبد الحفيظ بوصوف'' . ودعا الدكتور عظيمي بالمناسبة إلى ضرورة تنظيم ملتقيات موسعة من أجل دراسة كل فترة من فترات حياة هذا المناضل خاصة فيما يخص نشاطاته في كل من العلمة و وهران و المغرب و تنقلاته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية و علاقاته مع الضباط المغاربة. وبحسب المحاضر فانه ''ليس من السهل على الإطلاق الحديث و التغلغل فيما قدمه رشيد كازا الذي استطاع استمالة القاعدة العسكرية الأمريكية لمساعدة الثورة الجزائرية من خلاله بيعه و إمداده السلاح '' معللا ذلك بأن كل شيء ''كان سريا للغاية ومقفلا''. وعرج الدكتور أحمد عظيمي كذلك على فترة علاقات مسعود زقار مع الرئيس هواري بومدين مشيرا إلى أن هذا المناضل خدم آنذاك المصالح الجزائرية في الخارج بتكليف من الرئيس الراحل . ويعد المجاهد مسعود زقار أحد ''أبرز'' رجال المخابرات الجزائرية و''بطلا حقيقيا'' عاش لأجل الجزائر و وهب نفسه وماله لأجلها حيث كان أول من أنشأ ورشة لصناعة الأسلحة (البازوكا) خلال حرب التحرير بمكان بالقرب من مدينة الناظور المغربية كانت في ظاهرها ورشة لصناعة الملاعق و الشوكات . وكان أثناء الثورة يقوم بإمداد جيش التحرير بالسلاح وأجهزة الاتصال حيث تمكن من تطوير جهاز إرسال حصل عليه من قاعدة عسكرية أمريكية كانت متواجدة في المغرب منذ الحرب العالمية الثانية و استغله كجهاز بث لإذاعة ''صوت الجزائر'' في المغرب بداية من 16 ديسمبر 1956 .