شكلت حياة ومسيرة المجاهد محمد لمين دباغين موضوع لقاء إعلامي نظم أول أمس بالمركز الثقافي جيلالي أمبارك ببلدية العلمة بسطيف بمناسبة إحياء الذكرى السابعة لرحيل هذه الشخصية الوطنية. وحضر هذا اللقاء الذي جاء بمبادرة من جمعية مشعل الشهيد ممثلان لوزارة الخارجية وكل من المدير العام للأرشيف الوطني، السيد عبد المجيد شيخي والدبلوماسي والسفير السابق عبد القادر بوسلهام. وشارك في هذا اللقاء عدد من المجاهدين أمثال الوزيرين السابقين عبد الرحمان بلعياط وعبد الحفيظ أمقران والدكتور المجاهد بن عدودة رفيق الراحل، فضلا عن أعيان المدينة ممن عايشوا مختلف مراحل حياة هذا الرجل البطل. وتطرق المدير العام للأرشيف الوطني في محاضرة ألقاها بعنوان "الدبلوماسية الجزائرية أثناء ثورة التحرير" إلى حياة المجاهد محمد لمين دباغين ونضاله السياسي، مركزا على فترة الكفاح المسلح وتوليه منصب أول وزير للخارجية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية . وحسب عبد المجيد شيخي، فإن المجاهد والطبيب محمد لمين دباغين كان مثالا للوطنية بدون مقابل ومثالا للإخلاص بأسمى معانيه. مؤكدا على أن اختياره لمنصب وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة لم يكن عشوائيا بل كان مقصودا وعن جدارة. وذكر المحاضر بأن تواجد هذا المجاهد البطل في القاهرة بعيدا عن كل الأهواء والخلافات في حزب الشعب عندما بدأت أقدام الثورة تستقر والعمليات العسكرية لجيش التحرير تتسع وأخذت الثورة تغزو العالم إعلاميا لم تكن رغبة في الهروب أوالابتعاد كما كان يظن الكثيرون وإنما كان لتمثيل الحركة في الجامعة العربية التي كانت حينها تنشط نوعا ما. من جهته أشار الدبلوماسي والسفير السابق عبد القادر بوسلهام في تدخله إلى أن أول وأكبر نصر دبلوماسي للجزائر كان في أفريل من سنة 1955 في مؤتمر باندونغ حيث أن ثلث العالم ساند حركة التحرر والثورة الجزائرية. وشدد المجاهد بوسلهام بلهجة قوية جعلته يذرف الدموع على أن مجاهدي الثورة قدموا الغالي والنفيس من أجل تحرير الجزائر والعيش في كرامة وعزة. ودعا المحاضر الشباب والطلبة الحضور لتعلم الشهامة والبطولة من تاريخ الجزائر وحب الوطن والحفاظ والدفاع عنه بدون مقابل، مؤكدا على أن صاحب الإرادة الصلبة وصاحب المبادئ لا يحيد عنها أبدا. وتم بالمناسبة زيارة منزل الراحل محمد لمين دباغين من طرف سلطات الولاية والذي حول بعد وفاته إلى مسجد وذلك بحي خالد عبد العزيز بشرق العلمة، حيث تم قراءة الفاتحة ترحما على روح هذا المجاهد. يذكر أن محمد الأمين دباغين الذي كان في بداية حياته من مؤسسي جمعية الطلبة المسلمين بشمال إفريقيا انضم إلى صفوف حزب الشعب الجزائري سنة 1939 ثم ترأس بعدها المنظمة السرية لنفس الحزب. وتم تعيينه العام 1956 ضمن الوفد الخارجي لجبهة التحرير الوطني بالقاهرة ثم عضوا للجنة التنسيق والتنفيذ سنة 1956 . وعند تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 ديسمبر 1958 برئاسة فرحات عباس شغل دباغين منصب وزير للخارجية. واعتزل دباغين النشاط السياسي بعد الاستقلال وتفرغ لممارسة الطب في مدينة العلمة إلى غاية تقاعده وتوفي سنة 2003 بالجزائر العاصمة ليوارى جثمانه الثرى بمقبرة سيدي أمحمد.