خرجت وزيرة العدل الفرنسية سابقا والنائبة في البرلمان الأوروبي حاليا رشيدة داتي التي تنحدر من أصول جزائرية مغربية عن صمتها عندما فجرت قنبلة من العيار الثقيل إزاء شقيقها جمال داتي صاحب كتاب ''في ظل رشيدة. الكتاب الذي سبقته زوبعة كبيرة قبل صدوره في الأسبوع الفارط بفرنسا يعري أسرار هذه المرأة التي استطاعت أن تتسلق هرم السلطة الفرنسية، وتتولى حقيبة وزارة العدل، كما يكشف الجوانب الغامضة والخفية في حياتها. وعبرت رشيدة في تصريح خاص نقلته حصة ''66دقيقة'' على القناة السادسة الفرنسية 6m ، أول أمس عن صدمتها وانزعاجها من هذا الإصدار غير المتوقع من طرف شقيقها ''لم أكن أتوقع خطوة كهذه من قبل شقيقي''، فيما رفضت التعليق على المؤلف مكتفية بالقول إنها تحمل المسؤولية كاملة لدار النشر التي تولت إصدار الكتاب . يبدو أن توتر العلاقة بين رشيدة وشقيقها جمال بدأت منذ فترة طويلة وظهرت إلى العلن منذ تولي هذه الأخيرة حقيبة وزارة العدل، تحديدا في أوت سنة 2007 حيث صدر حكم ضد جمال داتي، والقاضي بحبسه سنة كاملة بتهمة الاتجار في المخدرات، وهو الحكم الذي تم تكييفه كي لا يفقد عمله، ومن سوء حظ جمال أن جلسة محاكمته تزامنت مع المصادقة على مشروع القانون الذي أعدته شقيقته وزيرة العدل للجمعية الوطنية الفرنسية، والقاضي بفرض عقوبات قاسية على ذوي السوابق القضائية، فكان، بالتالي، أول من وقع في قبضة القانون الجديد الذي سنته أخته. وعليه يظهر أن جمال أراد الانتقام من شققته بأي طريقة ولم يجد إمامه سوى ''في ظل رشيدة'' الكتاب الذي كشف من خلاله أسرارا لم ترد من قبل عن شقيقته، وعن زواجها الأول بالمهندس الجزائري، ثم حملها وولادتها طفلة لا يزال أبوها مجهولاً، وغضب والدها، وسعيها للشهرة وإصرارها على أن تكون عارضة أزياء مثيرة، ووزيرة كفوءة في الوقت ذاته، بفضل فساتين ديور التي تفضل أن تظهر بها على صدر المجلات والجرائد الفرنسية والعالمية. في هذا الكتاب «في ظل رشيدة»، الذي تنشره «القبس» على حلقات، قصص مثيرة عن طفولة رشيدة وعلاقتها بأشقائها وشقيقاتها وعلى الخصوص علاقتها بجمال مؤلف الكتاب، وهي العلاقة التي استغلها البعض للوقوف ضد الإصلاحات التي حاولت تنفيذها أيام كانت وزيرة للعدل. ويذهب جمال الذي تجاوز السابعة والثلاثين من عمره بعيدا في هذا المؤلف عندما يوجه لشقيقته السياسية رشيدة نقدا لاذعا، لإنكارها أصولها العربية، حيث يقول في مؤلفه لقد صدمتني رشيدة حينما قالت في إحدى تصريحاتها عام 2006 ''اسمي رشيدة داتي، أنا فرنسية من أصل فرنسي وولدت وسط منطقة بورغون'' . أكثر من هذا اعتبر الكاتب أن تعيين شقيقته في منصب وزيرة العدل لا يعدو أن يكون استغلالا و بهرجا إعلاميا من طرف ساركوزي لغايات انتخابية .''أعترف باني صدقت ساركوزي حينما قال في 2007 ''على رشيدة أن تنجح لأن نجاحها هو رسالة لفرنسا المتنوعة''، لكني اكتشفت فيما بعد أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى بهرجة إعلامية تهدف إلى استقطاب المزيد من الناخبين من أصول أجنبية. لقد عين ساركوزي رشيدة وفضيلة عمارة وراما ياد في الحكومة ليضعهم في الصورة فقط، أنا محبط لأن ساركوزي استغل رشيدة، فالوزيرات الفرنسيات اللواتي ينحدرن من أصول أجنبية ليس مكانهن الحكومة بالنسبة للبعض، وغالبية الوزراء يفكرون بهذه الطريقة، ذلك أن العرب بالنسبة لهم، لا يحق لهم أن يحملوا حقائب في الحكومة الفرنسية. يعري الكتاب ''الفضائحي'' لجمال داتي، صاحب السوابق وأخو حارسة الأختام السابقة رشيدة التي تتنقل اليوم بين باريس وبروكسل لتقوم بمهمتها داخل البرلمان الأوربي، أسرار أخرى في الحياة الخاصة لشقيقته من خلال سرده خبر حمل رشيدة داتي ، غير المتزوجة، الذي جلب العار إلى العائلة . كما يتوقف صاحب الإصدار مطولا عند علاقة أسرة والده بأمه التي اتسمت بالعدائية قائلا لم يكن الجزائريون يتقبلون المغاربة، والأمر نفسه بالنسبة للمغاربة، لذلك قمعت عائلة داتي والدتي، و كان الجميع يعاملونها معاملة سيئة. يذكر أن قضية جمال داتي، ومثوله أمام العدالة بتهمة ترويج مخدر الهيروين، في وقت كانت رشيدة وزيرة للعدل، أسالت الكثير من الحبر، فتكالبت مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية عليها، وجندت ضدها جميع أسلحة السخرية والازدراء، في حين رأت منابر أخرى في هذه الحملة المسعورة نظرة عنصرية لحارسة الأختام ذات الأصول المغربية المسلمة.