ظل مشروع ترميم مسجد ''كتشاوة ''الذي مر على إعلانه قرابة السنتين حبيس قرارات المسؤولين، حيث جمد المشروع العام الماضي بسبب الاختلاس الذي طال الغلاف المالي الموجه لترميم المعلم من طرف مسؤول بمديرية الثقافة والذي مازال متابعا قضائيا إلى غاية الآن ،الأمر الذي عطل مشروع الترميم . وللوقوف على حقيقة القضية اتصلت ''الحوار'' بمديرية الثقافة غير أنها رفضت الحديث إلينا أو استقبالنا .. وحسب مصادر مطلعة فان قضية ترميم مسجد كتشاوة لم تعد قضية وطنية وطنية، بل تعدتها لتصبح دولية، وهو ما يؤكده الاجتماع المغلق والطارئ الذي عقدته وزارة الثقافة اول امس بوفد من اليونسكو لدراسة مسالة ترميم معالم الجزائر وفي مقدمتها مسجد كتشاوة الذي ا أعلنت بشأنه اجراء عمليات ترميم استعجالية نظرا للوضعية الهشة والمهترئة التي يتواجد عليها هذا المعلم التاريخي . فهل سيرى كتشاوة النور حقيقة ويفتح ابوابه للمصلين مرة اخرى ام سنشهد تكرارا سيناريوهات التعطيل مرة اخرى؟ وفد من اليونسكو من أجل عملية الترميم علمت الحوار من بعض المصادر أن وفدا من اليونسكو المختص في التراث حل بالجزائر بحر هذا الأسبوع من اجل الحديث في الموضوع. حيث اجتمعت جهات مختصة في التراث على مستوى وزارة الثقافة في اجتماع مغلق مع وفد اليونسكو في مقر الوزارة، من اجل مناقشة أهم النقاط التي تتعلق بعمليات ترميم المعالم الاثرية بالجزائر في مقدمتها معلم كتشاوة. ممنوع الحديث .. إلى إشعار لاحق عقب اعلان مسؤولة التراث كريمة صادقي مؤخرا بإعادة ترميم مسجد كتشاوة قمنا بالاتصال هاتفيا بمسؤول على مستوى مديرية الثقافة لولاية الجزائر الا ان هذا الاخير لم يكلف نفسه عناء الرد علينا، والحديث عن موضوع الترميم واختلاس الاموال ، واكتفى بالقول انه مشغول. ورغم اصرار ''الحوار'' على معرفة الحقيقة قمنا بزيارة مقر المديرية الثقافة الكائن بباب جديد في أعالي القصبة، إلا أن هذه الاخيرة أوصدت الباب في وجهنا ورفضت حتى استقبالنا. 12 شهرا للدراسات التأهيلية ويبدو ان إخفاء الحقيقة أمر سهل عند بعض المسؤولين، حيث ارجعت مسوؤلة التراث بمديرية الثقافة لولاية الجزائر كريمة صادقي ان سبب تعثر مشروع ترميم جامع كتشاوة وتاجيله في كل مرة يرجع إلى كون أن ''هذه الاشغال تحتاج الى عملية تشخيص ودراسات تدوم 12 شهرا، وستكون متبوعة بعدها باشغال ترميم''. واوضحت ان بداية اشغال الترميم على مستوى المعلم التاريخي كتشاوة ستكون مسبوقة باشغال تامين وتنظيف الاسطح، وكذا تدعيم المآذن والقبة المركزية للواجهة الرئيسية، وكذا التدعيم الداخلي للجزء الفارغ للمدرج و تدعيم فتحات الواجهات. الاحتلال الفرنسي يعتدي على حرمة بيت الله يعتبر جامع كتشاوة من أشهر المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائرية. بني في العهد العثماني سنة 1021 ه/1792 م ليتم تحويله فيما بعد إلى كنيسة ، بعد أن قام الجنرال الدوق دو روفيغو القائد الأعلى للقوات الفرنسية باخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ساحة الماعز المجاورة، التي صارت تحمل فيما بعد اسم ساحة الشهداء ، وأحرقها عن آخرها ، فكان منظرا أشبه بمنظر إحراق هولاكو للكتب في بغداد عندما اجتاحها . وقد قام الجنرال روفيغو بعد ذلك بتحويل الجامع إلى إسطبل ، بعد أن قتل فيه من المصلين مايفوق أربعة آلاف مسلم كانوا قد اعتصموا فيه احتجاجا على قراره تحويله إلى كنيسة وكان يقول:''يلزمني أجمل مسجد في المدينة لنجعل منه معبد إله المسيحيين'' وبتاريخ 18 / 12 / 1832 م، وأقيم مكانه كاتدرائية، حملت اسم ''سانت فيليب''، وصلّى المسيحيون فيه أول صلاة مسيحية ليلة عيد الميلاد 24 ديسمبر 1832 م ، فبعثت الملكة ''إميلي زوجة لويس فيليب'' هداياها الثمينة للكنيسة الجديدة، أما الملك فأرسل الستائر الفاخرة، وبعث البابا ''غريغور السادس عشرة'' تماثيل للقديسين. من'' ساحة الماعز'' إلى ''كتشاوة'' ... حكايات طويلة جامع كتشاوة يمثل تحفة معمارية تركية فريدة من نوعها . سمي ب كتشاوة نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة ، وكان الأتراك يطلقون عليها اسم سوق الماعز ، حيث أن كلمة كتشاوة بالتركية تعني '' عنزة كيت '' ساحة وشافا . بعد مئة عام كتشاوة يفتح أبوابه لضيوف الرحمن يتواجد هذا الجامع بالقرب من مدينة القصبة بالجزائر العاصمة و للعلم أن القصبة بناياتها كلها تعود للعهد العثماني في الجزائر. في 4من جمادى الآخرة 1382 ه 2 من نوفمبر 1962م إقامة صلاة الجمعة في جامع كتشاوة بالجزائر، وكان خطيبها العالم الجزائري الشهير البشير الإبراهيمي، وكانت هذه هي الجمعة الأولى التي تقام في ذلك المسجد بعد مائة عام من تحويل الاحتلال الفرنسي هذا المسجد إلى كنيسة.