برمجت مديرية الثقافة لولاية الجزائر ضمن مشاريعها للعام القادم، مخططا استعجاليا لترميم مسجد ''كتشاوة'' الأثري الذي يعتبر من أكبر المساجد التاريخية بالعاصمة ويعيش وضعية كارثية. تأتي مبادرة ولاية الجزائر بعد الدعوات التي أطلقتها العديد من الجمعيات الثقافية مطالبة بضرورة الإسراع في ترميم المسجد الأثري الذي تآكلت جدرانه الداخلية وأصبح في عداد الأبنية المهددة بالسقوط. ويندرج المشروع الجديد في إطار تدعيم أساسات المسجد وتحسين مظهره الخارجي، وستنطلق أشغاله بعد دراسة تفاصيله. وحسب كريمة صادقي، المكلفة بالتراث بمديرية الثقافة للولاية، فإن العملية تتطلب جدولا زمنيا يمتد على مدار 12 شهرا يتم خلالها دراسة الوضعية الحالية للمسجد من طرف مكتب دراسات وخبراء ومختصين في المعالم الأثرية والأبنية القديمة، لتنطلق بعدها أشغال الترميم التي تشمل تنظيف جدران المسجد وترميم المئذنة والقبة المركزية للواجهة الرئيسية إلى جانب عمليات تدعيم الأساسات والجدران الداخلية إضافة إلى تدعيم فتحات الواجهات.وحسب مصادر مطلعة فإن التكلفة الإجمالية للمشروع قدرت مبدئيا ب 8 مليون دينار. ويصنف الخبراء مسجد ''كتشاوة'' ضمن أشهر المساجد التاريخية بالعاصمة، وبرأي علماء الآثار فإن المسجد يمثل تحفة معمارية تركية فريدة من نوعها، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى السوق التي كانت تقام في الساحة المجاورة وكان الأتراك يطلقون عليها اسم ''سوق الماعز''. ويعود تاريخ بنائه إلى العهد العثماني سنة ,1792 ليحول بعدها إلى كنيسة بعد أن قام الجنرال ''روفيغو''، قائد القوات الفرنسية بالجزائر أثناء الاحتلال، بإخراج جميع المصاحف الموجودة فيه إلى ''ساحة الماعز'' المجاورة التي صارت تحمل فيما بعد اسم ''ساحة الشهداء'' وأحرقها كلها. ولم يكتف الجنرال بهذا فحسب؛ بل قام بتحويل الجامع إلى إسطبل وقتل أكثر من 4000 آلاف من المصلين الذين اعتصموا بالمسجد احتجاجا على قرار تحويله إلى كنيسة. وكان ''روفيغو'' يقول أثناءها ''يلزمني أجمل مسجد في المدينة لأجعل منه معبد إله المسيحيين'' ليقوم بهدم المسجد بتاريخ 18 ديسمبر1832 وبنى مكانه كاتدرائية حملت اسم ''سانت فيليب''، وصلى المسيحيون فيها أول صلاة ''ليلة عيد الميلاد'' في 24 ديسمبر .1832 واستمر الحال على ما كان عليه إلى غاية الاستقلال لتسترجعه السلطات الجزائرية وتحوله من جديد إلى مسجد وتقام فيه أول صلاة جمعة بتاريخ 2 نوفمبر ,1962 أين أقام الشيخ البشير الإبراهيمي أول خطبة جمعة يومها بعد قرن كامل من تحويل الاحتلال الفرنسي هذا المسجد إلى كنيسة.