شكك وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان أمس الأحد في الصفة التمثيلية للرئيس الفلسطيني محمود عباس وكونه يجسد الشعب الفلسطيني. ونقلت مصادر إعلامية عن ليبرمان قوله ''إن شريكنا الفلسطيني أبو مازن محمود عباس مشكلة، هل يمثل كل الشعب الفلسطيني؟ من الواضح أنه لا يمثل قطاع غزة وشرعيته في الضفة الغربية يجري التشكيك فيها''. وأضاف ''إن توقيع اتفاق مع أبو مازن يعني توقيع اتفاق مع زعيم حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس''، وتابع ''في هذا الإطار آمل أن يعقد اجتماع مع أبو مازن، ومن الضروري إجراء محادثات سياسية ونحن مستعدون لذلك لكن بدون شروط مسبقة، واستطرد وزير الخارجية الإسرائيلي ''لسنا مضطرين لدفع ثمن بطاقة لبدء مفاوضات''، ملمحا بذلك إلى مطلب عباس تجميد الاستيطان بشكل كامل مقابل استئناف مفاوضات السلام المعلقة منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009 . وقال لبيرمان ''إن الشرف الوطني من القيم المهمة في الشرق الأوسط وزمن المجاملات ولى، لسنا مضطرين لتقديم اعذرا كاذبة لننال الإعجاب''. ومن جانب أكدت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع أن القاهرة أنهت مشاورات مع الإدارة الأميركية والإسرائيلية لطرح خطتها لاستئناف مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت المصادر إن ''المشروع المصري لاستئناف المفاوضات يحاط بسرية تامة خشية إفشال المتطرفين الإسرائيليين له، وقد حظي بموافقة ودعم أميركي ورضا كل من إسرائيل وقيادات في السلطة الوطنية الفلسطينية''. لكن المصادر أشارت إلى أن الجانب الفلسطيني طلب مزيدا من الإيضاحات حول التفاهم الأخير بين الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء في القاهرة والرؤية المصرية لاستئناف التفاوض. وذكرت المصادر أن ما تسرب من الخطة المصرية للسلطة هو موافقة إسرائيل على تجميد ''سري'' للاستيطان حتى لا يثور المتطرفون على الحكومة الإسرائيلية، وكذلك استعداد إسرائيل لمناقشة حدود الدولة الفلسطينية شريطة قبول السلطة بتبادل الأراضي. وأضافت المصادر أن الخطة المصرية تشمل تقديم إسرائيل بادرة حسن نية للسلطة الفلسطينية عبر الإفراج عن قيادات فلسطينية في السجون الإسرائيلية، وكذلك تعزيز قوى الأمن في الضفة الغربية لمواجهة حركة المقاومة الإسلامية حماس. وأوضحت المصادر أن المبادرة المصرية لاستئناف مفاوضات التسوية تهدف أيضا إلى تحجيم حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين لكي لا تستفردا بالوضع الفلسطيني في ظل ملامح انهيار سلطة الرئيس محمود عباس.