أكدت دراسة حديثة عن إمكانية التخلص من الكيلوغرامات الزائدة بجسم الإنسان من خلال التأثير على الخلايا الدهنية به. وأشارت الدراسة التي نشرتها مجلة ''توب سانيه'' في عددها الجديد لعام 2010 إلى أن فريقا من الباحثين بالعاصمة النمساوية فيينا نجح في التأثير على الجين الخاص بالتحكم في تكوين خلايا الدهون البيضاء من خلال تغييرات أدخلوها عليه في أجسام الفئران ما أدى إلى تقليص تكوّن هذه الخلايا. وكشفت الدراسة أن هذه المعلومات يمكن أن تسهم بشدة في تطوير دواء للذين يعانون من السمنة يعمل على معالجتهم من آثارها دون إدخال تغييرات على جيناتهم الوراثية. كما أوضحت الدراسة التشابه الكبير بين الوظائف العديدة لجين ''هيدجهوج'' في كل من الفئران والبشر، موضحة أنه في حين يقوم هذا الجين بدور هام في نمو الأجنة داخل الرحم إلا أنه يؤثر على تمثيل الدهون لدى الكبار ويمكن من خلاله إدخال تغييرات عليه للعمل على تقليص نمو الخلايا الدهنية البيضاء. وقالت الدراسة إن أجسام الفئران والبشر تحتوي على جينات الخلايا الدهنية البنية وهي المسؤولة عن إمداد الجسم بالدفء. ويتضح الاختلاف بينها وبين الخلايا الدهنية البيضاء في أن الأخيرة هي المسؤولة عن تخزين الدهون في الجسم، وبالتالي فهي المسؤولة عن تكوين السمنة التي لا يرغبها الناس. وبينت الدراسة أن الباحثين كبحوا مثبط الجين ''هيدجهوج'' والمسمى ''سوفو'' في أجسام الفئران لدرجة أن الجين تمكن بهذه الطريقة من منع تكون خلايا الدهون البيضاء بدرجة كبيرة. وجاءت النتيجة مبشرة حيث نمت الفئران الصغيرة رشيقة بصورة كبيرة ومع ذلك لم تعان من مشاكل صحية تذكر. كما أظهرت الأبحاث أن هذه الفئران الصغيرة بدت وكأن أجسامها لا تحتوي مطلقا على أنسجة من الدهون البيضاء ونمت خلايا الدهون البنية فيها بصورة طبيعية. وتشير الدراسة إلى أن الفريق قد نجح في التوصل لأول جزء حيوي يمكنه تقليص حجم الدهون البيضاء في الجسم بصورة مقصودة، مبينا أن إمكانية استخدام هذا التعديل الجيني لدى الإنسان ضخمة جدا. واستنادا إلى المجلة فقد أكد الباحثون أن تحول الطاقة الغذائية إلى حرارية لتدفئة الجسم بدلا من تحولها إلى طبقة دهنية تبدو تصورا جذابا في هذا الوقت من العام حيث تزداد برودة الطقس.