اعترف أول أمس وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حميد بصالح أول أمس بالمعاناة التي يعيشها أصحاب الحساب البريدي الجاري بسبب التأخر في تسليم الصكوك، إلا أنه أوضح أن جهود مؤسسة بريد الجزائر مركزة حاليا على تدارك هذه التأخرات. وأوضح بصالح أن الكثير من أصحاب الحساب البريدي الجاري ''يعانون فعلا'' في الفترة الأخيرة من تأخرات كثيرة في وصول دفاتر صكوكهم البريدية واعدا إياهم بحل هذا المشكل مع نهاية شهر جانفي الحالي، مبينا أن هذا التأخر سببه ''سوء تقدير مؤسسة بريد الجزائر التي كانت تتوقع أن توزيع البطاقات المغناطيسية على أصحاب الحسابات البريدية الجارية منذ سنة 2006 سيؤدي إلى انخفاض تدريجي وملموس للطلبات على هذه الدفاتر إلا أنه تم تسجيل حدوث العكس تماما ولوحظ ارتفاع مستمر في عدد الطلبات''، مشيرا إلى ''تسجيل أكثر من مليون حساب بريدي جاري جديد سنويا''. وأضاف بصالح أن قدم آلات طباعة الصكوك قد تسبب هو الآخر في أعطال متكررة فيها لم تسمح بالاستجابة السريعة لطلبات الزبائن، مشيرا أنه تم اتخاذ تدابير لإزالة هذا المشكل، حيث وجه تعليمات صارمة لمؤسسة بريد الجزائر في شهر مارس 2009 من أجل اقتناء آلات طبع جديدة بحجم إنتاج يقدر ب 1 مليون دفتر شهريا ب 25 صكا عوض 10 صكوك، مؤكدا أنه تم تنفيذ هذه الأوامر ''وتم تشغيل الآلات خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر الفارط''. وأبرز الوزير أن مؤسسة بريد الجزائر بصفتها طرفا مهما وفعالا في عملية تعميم النقد الالكتروني قامت بإعداد 7 ملايين بطاقة الكترونية وتركيب 700 شباك اوتوماتيكي لسحب الأموال عبر كامل التراب الوطني، إضافة إلى سعيها لاقتناء وتركيب 200 آلة سنويا خاصة بهذه الشبابيك عبر التراب الوطني ابتداء من سنة ,2010 خاصة وأن حجم العمليات التي يتم تنفيذها عبر الشبابيك الأوتوماتيكية قد ارتفع من 795ر2 مليون عملية إلى غاية جانفي 2009 ليصل إلى 350ر3 مليون عملية مع نهاية شهر ديسمبر الماضي. وبخصوص الانقطاعات التي تعرفها خدمات الأنترنيت في مكاتب البريد، قال الوزير إنها ''انقطاعات ظرفية''، مرجعا إياها إلى تزايد حجم العمليات البريدية والاضطرابات التي تعرفها شبكة التوصيل التي يجري حاليا تحديثها بتبني نظام جديد قائم على بروتوكول الأنترنيت ''آي بي''. وفي سياق آخر، أكد الوزير أن مؤسسة اتصالات الجزائر عبر المتعامل التاريخي موبيليس تسعى إلى تكثيف محطاتها القاعدية لضمان تغطية مقبولة لسكان بعض المناطق التي تعاني من التداخل مع شبكات خارجية خاصة في المناطق الحدودية الشرقية، مشيرا أن موبيليس يتوفر على مستوى ولايات تبسة والطارف وورقلة والوادي وسوق أهراس على 46 محطة قاعدية، كما ''سيتم تدعيم هذه المناطق ب 10 محطات جديدة خلال السداسي الأول من سنة 2010 ''.