علمت "المساء" من مديرية بريد الجزائر أن عملية طبع دفاتر الصكوك البريدية بلغت مرحلة متقدمة جدا وتم تجاوز التأخر المسجل في الأشهر الماضية، وأن عملية الطبع مست جميع الطلبات المودعة إلى غاية 19 ديسمبر الجاري. وخطا بريد الجزائر خطوة كبيرة نحو معالجة مشكل ندرة الصكوك البريدية، بعد أن قام مؤخرا باقتناء تجهيزات جديدة وتم إدخال تعديلات على ورقة الصك البريدي بما يتماشى وإجراءات تأمينها من أية محاولة لتزويرها. وذكرت مصادر مسؤولة بمديرية البريد أمس أن عملية طبع الصكوك تسير بوتيرة إيجابية جدا مما جعل مصالح الطبع تلبي الطلبات المقدمة إلى غاية شهر ديسمبر الجاري وقال في لقاء معه أمس "بعدما كان التأخر في طبع الصكوك لمدة أشهر أصبح الآن لثلاثة أيام فقط". وحول الشكاوى التي يرفعها المواطنون بخصوص عدم تلقيهم لدفاتر الصكوك البريدية رغم الطلبات المودعة قبل أشهر، أوضح المصدر أن الإشكال غير مطروح الآن على مستوى الطبع وأن عملية إيصالها إلى أصحابها هي التي تشكل عائقا وأثرت كثيرا على عملية تدارك التأخر المسجل من قبل، ودعا مصالح توزيع البريد على الزبائن إلى أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار لحل هذا المشكل نهائيا. وأوضح أن مئات الشكاوى تصل مصالح الصكوك البريدية لطلب الحصول على دفتر صكوك في وقت تكون فيه مصالح الطبع قد استجابت للطلب السابق، الشيء الذي يؤدي إلى طبع أكثر من دفتر لزبون واحد. واعتبر العجز في توفير دفاتر الصكوك البريدية مشكلا وطنيا، وشكل محور تساؤلات عديدة من طرف الزبائن وبلغ إلى البرلمان في سؤال شفوي طرح بمجلس الأمة في بداية شهر ديسمبر الجاري على وزير القطاع السيد حميد بصالح الذي أكد أن المشكل سيحل نهائيا بتاريخ 15 جانفي القادم. وأرجع الوزير بروز هذا المشكل إلى "سوء تقدير" مؤسسة بريد الجزائر التي كانت تتوقع بأن الاستعمال المتزايد للبطاقات المغناطيسية سيؤدي حتما إلى الانخفاض التدريجي في الطلب على الصكوك. وحسبه فإن الواقع أثبت العكس حيث تم تسجيل ارتفاع متواصل في عدد الطلبات على دفاتر الصكوك علاوة على قدم آلات طبع الصكوك التي أصبحت تستغرق آجالا طويلة في الطبع. واقتنت الدولة لمواجهة هذا العجز 4 آلات جديدة تم تشغيلها في النصف الثاني من شهر أكتوبر الماضي حيث بلغ حجم إنتاجها الشهري حوالي مليون دفتر بصيغة 25 صكا بدلا من 10 صكوك. ويتوفر بريد الجزائر الذي استقل عن مديرية البريد وتكنولوجيات الإعلام في بداية جانفي 2002 على 3312 مكتب بريد، وأكثر من 10500 شباك، ويشغل قرابة 30 ألف عامل. وتعتبر مراكز البريد الأكثر استقطابا للزبائن الذين يقومون بعمليات سحب الأموال حيث تعد مديرية البريد أكثر من 11 مليون حساب بريدي جاري، تم فتح مليون منها العام الماضي فقط، وتشهد إقبالا كبيرا للزبائن الراغبين في فتح حسابات بريدية، خاصة بعد اعتماد بطاقات السحب المغناطيسية التي يستفيد منها حاليا 5.8 مليون زبون، الشيء الذي جعل عدد عمليات السحب أو الدفع تصل إلى 315 مليون عملية في السنة. ويذكر أن قيمة ودائع ال11 مليون حساب بريدي الجاري تجاوزت 486 مليار دينار.