جدد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أول أمس تأكيده أن الجزائر ''جد مندهشة'' و ''منزعجة'' من إجراءات المراقبة التي اتخذت ضد رعاياها من طرف الولاياتالمتحدةوفرنسا، مضيفا انه يتعين على باريس استيعاب رسالة الجزائر الدبلوماسية وتحديد مسؤوليات من كانوا وراء اتخاذ هذا القرار. وقال مدلسي عند نزوله ضيفا على حصة ''قضايا الساعة '' التي تبثها الفضائية التلفزيونية '' قناة الجزائر'' نحن جد مندهشين ومنزعجين من هذه الإجراءات التي اتخذت ضد الرعايا الجزائريين من قبل الولاياتالمتحدةوفرنسا''، معربا عن أمله أن تكون رسالة الجزائر التي وجهتها عن طريق القنوات الدبلوماسية ''مثمرة حتى يتم عن قريب طي هذه الصفحة. وزاد مدلسي بالقول أن الجزائر ''ترفض الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة لإفراد بعض البلدان''، مؤكدا أن هذا القرار ''التمييزي الذي يخص بالأحرى بلدنا لا يمكن أن تتقبله الجزائر''، إلا أننا '' ندعم الحوار وسنمنح الفرصة لذلكز. ووجه الوزير رسالة مباشرة إلى الطرف الفرنسي ،حيث أكد أن الجزائر تنتظر من باريس أن ''تستوعب رسالتها الدبلوماسية و أن يتم تحديد مسؤوليات الذين اتخذوا مثل هذه القرارات والاعتراف بأنها تتعارض وإرادة حل المشاكل وأنها كانت غير ودية للغاية إزاء بلد يعتبر صديقا. وأضاف مدلسي أن المصالح هي من تحكم العلاقات الجزائرية الفرنسية، حيث قال ''لدينا مصالح اقتصادية في مختلف المجالات مع فرنسا و هناك أيضا جاليتنا التي لا تزال في حاجة إلى تحسين ظروفها المعيشية في هذا البلد''، مبينا أن الكثير من القضايا، خاصة تلك المتعلقة بالاستثمار الفرنسي بالجزائر والتجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية تشكل موضوع مجموعات عمل مشتركة، والتي يرجو مدلسي أن تعرف تقدما قبل الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير إلى الجزائر فيفري المقبل. وحرص مدلسي على طمأنة الجالية الجزائرية في الخارج ببذل كل الجهود التي تحفظ لهم كرامتهم ، حيث خاطب مهاجرينا ''أود أن أقول لجاليتنا بالخارج لا سيما تلك المقيمة بالولاياتالمتحدةوفرنسا أن القرارات المتخذة من قبل كلا البلدين ليست ناتجة عن مفاوضات مع الجزائر وأن هذه الإجراءات اتخذت دون استشارة الجزائر''، وأنه ''لم يتم أبدا استشارتنا وقد علمنا ذلك عبر الصحافة وكان ردنا عن طريق القنوات الديبلوماسية''، مردفا بالقول ''سنسهر على أن يتم اعتبار بلدنا كبلد ذي مصداقية يسوي مشاكله الأمنية لكنه لا يقبل أن تلقن له دروس''، خاصة وانه إذا تعلق الأمر بأمن المطارات فأن ''الجزائر تعتبر كبلد ناجع ومطار الجزائر ضمن المطارات الأكثر أمنا في العالم''. ولدى تطرقه إلى المشكل الأمني في منطقة الساحل الإفريقي، أكد مدلسي أن تسوية هذه الأوضاع هي في يد حكومات وشعوب بلدان المنطقة، مبينا أن ''منطقة الساحل لا ينبغي أن تكون محل تغطية إعلامية مبالغ فيها كما نحاول القيام به بإفراط، فالساحل مجموعة من البلدان لها مستقبل وتتوفر على ثروات طبيعية وعلينا العمل من اجل أن تحل بلدان الساحل مشاكلها بنفسها''. وبين الوزير أن حل المشاكل بهذه المنطقة يمر عبر الاستقرار من خلال تحسين ظروفهم المعيشية، مبرزا في هذا الشأن جهود الجزائر من أجل تنمية مناطقها الحدودية التي تمتد على أكثر من 3700 كلم مع بلدان المنطقة، كما أشار إلى أن بعض الجماعات الإرهابية تنشط في منطقة الساحل مستغلة بذلك شساعة هذه المنطقة وطبيعتها الطوبوغرافية، إلا انه أكد أن المصالح المعنية لبلدان المنطقة تتكفل بالقضية. وفي سياق ذي صلة، أشاد الوزير ب ''المستوى الممتاز'' الذي يميز العلاقات بين الجزائر وباقي البلدان الإفريقية، مردفا بالقول أنه ''ليس للجزائر أي مشكل مع أي بلد إفريقي وكل سنة يتم تسجيل تقدم في مجال التعاون الثنائي مع العديد من البلدان الإفريقية لاسيما مع تلك التي تجاورنا من المغرب العربي ومنطقة الساحل''، ومذكرا في هذه الإطار بالدور الذي تلعبه الجزائر في تسوية النزاعات في إفريقيا. وبخصوص قضية الصحراء الغربية ، أكد وزير الخارجية أنها''مشكل تصفية استعمار حقيقي'' وأنه ''ما لم تتاح للشعب الصحراوي فرصة تقرير مصيره فان المشكل سيظل قائما''، كما زاد ''كلنا في حاجة إلى أن يسوى هذا النزاع في أقرب الآجال و لا يزال الأمل في رؤية هذه القضية تعالج على مستوى سياسي قائما''.