كشف المخرج القدير ''محمد حازورلي'' ل ''الحوار'' عن سبب غياب عمله التلفزيوني الذي كان منتظرا خلال شهر رمضان القادم، مبررا أن طبيعة العمل وتكلفته المالية الكبيرة كانتا أكبر عائق حال دون تقديم المسلسل في موعده المقرر. كما أرجع حازورلي سبب تأجيل مسلسله الجديد إلى تماطل لجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة، قبل أن يضيف بان هذا التأجيل يصب في فائدة العمل الذي يرهن عليه في النهوض بمستوى المسلسلات الجزائرية. نفى المخرج حازورلي ما تردد حول رفض تمويل المسلسل من قبل وزارة الثقافة، مؤكدا بأن قيمة وأهمية السيناريو تفرضان نفسهما على لجنة القراءة بالنظر إلى جودة هذا الأخير. من جهة أخرى استغرب محدثنا من الطريقة التي تنتهجها الوزارة في التعامل مع الأعمال التي تعرض عليها، حيث قال ''إن الوزارة تتأخر في الرد على المخرجين''، الأمر الذي يتسبب، حسبه، في إحباط همة ومعنويات المبدع الجزائري ''الوزارة لا تأخذ مطالب المخرجين على محمل الجد، وهذا ما يؤدي إلى رداءة الإنتاج المحلي''. وأوضح حازورلي بان الجزائر أصبحت قادرة اليوم على الاستغناء عن عملية التمويل الأجنبي للأعمال السينمائية الوطنية، مضيفا أن ''همنا اليوم وبعد 40 سنة من العطاء أن نرى الجزائر متألقة دائما وفي الصدارة على جميع المستويات''. ودعا صاحب ''حيزية''، بالمناسبة، المسؤولين بالقطاع الثقافي إلى الاهتمام أكثر بالفن والفنانين، قائلا ''لو اهتممنا أكثر بالفن بصفة عامة وبالسينما والتلفزيون بصفة خاصة لأصبحت الجزائر في المرتبة الأولى عربيا في هذا المجال، لأن الجزائر تملك قدرات ثقافية وفنية ذات مستوى عال. ومن ثم بإمكاننا أن نجيب على من يعتقد غير ذلك''. ويذهب حازورلي بعيدا في مقارنته بين الارتقاء بمستوى الثقافة والفن في بلادنا بمستوى الرياضة، عندما يؤكد أن الاهتمام بمستوى كرة القدم رد للجزائر مكانتها الرائدة في العالم، معربا عن أمله في أن يبلغ هذا التطور قطاع الثقافة والفن. وفي ذات السياق، أكد حازورلي، ضرورة الإسراع في فتح القنوات المتخصصة الثقافية، الرياضية والسينمائية كحل لتفجير الإبداع الجزائري عبر مختلف ولايات الوطن، على اعتبار أن الإبداع غير محصور بالجزائر العاصمة، ''بالمحلية نصل إلى العالمية وفي محلية بلد كالجزائر كنوز لاتزال مغمورة''.