أكد كل من البروفسور كمال بوزيد والعربي عبيد، المختصان في طب الأورام السرطانية، أن سرطان القولون والمستقيم تقدم إلى المرتبة الثانية بعدما كان يحتل المرتبة الثالثة بالجزائر عند الجنسين. وقال البروفسور بوزيد رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام السرطانية، في تصريح سابق ل ''الحوار'' بمناسبة الملتقى العربي حول سرطان القولون والمستقيم، إنه يسجل كل سنة بين 3 إلى 4 آلاف حالة جديدة للمرض عبر الوطن. أوضح البروفسور بوزيد، رئيس مصلحة بمركز يير وماري كوري لمكافحة السرطان، أن ابتعاد المجتمع الجزائري عن العادات الغذائية التقليدية واستهلاك اللحوم الحمراء بالمدن الكبرى ساهم في ارتفاع عدد الإصابات بسرطان القولون والمستقيم بالجزائر. ويرى المختص أن الجزائر بجانب كل من دولة قطر والإمارات العربية المتحدة تشهد زيادة في عدد الإصابات بسرطان القولون والمستقيم مقارنة مع الدول العربية الأخرى التي حافظت نوعا ما على نمطها الغذائي الريفي الكلاسيكي. ومن بين العوامل الأخرى التي تساهم في الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ذكر البروفسور بوزيد استهلاك وجبات تغلب عليها المواد الدسمة وقلة ممارسة الرياضة بالإضافة إلى السمنة. تغير العادات الغذائية وراء استفحال سرطان القولون أشار من جهته البروفسور العربي عبيد مختص في جراحة الأورام السرطانية بمستشفى بولوغين، في تصريح ل ''الحوار'' خلال نفس المناسبة، إلى أعراض سرطان القولون والمستقيم المتمثلة في ظهور بقع من الدم حمراء أو سوداء بالبراز، داعيا الأشخاص الذين تسجل لديهم هذه الأعراض إلى التعجيل في زيارة الطبيب قبل فوات الأوان. ومن بين الأعراض الأخرى المنبئة بالإصابة بسرطان القولون أشار عبيد إلى إصابة الفرد بالإمساك لفترة طويلة ثم الإصابة فجأة بالإسهال. وللحماية من هذا النوع من السرطانات حث المختص إلى رجوع المجتمع الجزائري إلى النمط الغذائي التقليدي واحترام توصيات المنظمة العالمية للصحة المتمثلة في تناول الخضار والألياف للوقاية من سرطان القولون الذي وصفه بأخطر أنواع السرطان. ويرى أن بعض الذهنيات لازالت تعيق إجراء فحوصات دقيقة لسرطان القولون ولاسيما إذا تعلق الأمر ب ''الكولوسكوبي والركتوسكوبي''، داعيا الأطباء الذين يقومون بهذه الفحوصات إلى إخضاع المريض إلى التخذير العام حتى يسهل إجراء هذه الفحوصات. وتأسف البروفسوران كمال بوزيد والعربي عبيد لتسجيل الإصابة بسرطان القولون عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة، مؤكدا بأن هذا المرض لا يظهر بالدول الغربية إلا عند فئة الأعمار 60 سنة وما فوق. كما أكدا أن الكشف عن المرض خلال مراحله الأولى يسهل العلاج ويؤدي إلى الشفاء بنسبة 90 بالمائة. سرطان القولون يحتل المرتبة الأولى عند الرجال كشف من جهته رئيس رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان البروفسور سامي الخطيب أن نصف حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بالوطن العربي يتم اكتشافها في مرحلة متقدمة جدا من المرض. وتأسف سامي الخطيب مختص في طب الأورام السرطانية بالأردن، بمناسبة ملتقى حول سرطان القولون والمستقيم نظمته رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان والجمعية الجزائرية لطب الأورام، أول أمس، لخضوع المصابين بهذا الداء العلاج في المرحلتين الثالثة والرابعة وهما مرحلتان متقدمتان جدا للمرض، مما يعطي نتائج علاج تقل عن نسبة 40 بالمائة. وأكد المختص الأردني أن سرطان القولون والمستقيم قابل للعلاج ويسهل التكفل به بنسبة 95 بالمائة ويمكن للمصاب أن يتماثل للشفاء إذا تم اكتشافه مبكرا. وللإشارة فإن الملتقى العربي حول سرطان القولون والمستقيم الذي دام يومين شاركت فيه كل من تونس والسودان والأردن ولبنان والمغرب.