حذرت وزارة البيئة والشؤون البحرية الاسبانية من توسع رقعة انتشار الذبابة الناقلة لفيروس مرض ''اللسان الأزرق'' الذي يصيب رؤوس الأغنام البقر إلى مناطق جنوب المتوسط، لاسيما الجزائر والمغرب وتونس خاصة وأن حركية الكائنات المجهرية تعرف نشاطا كبيرا إلى الجنوب من الجزيرة الأيبيرية التي تتكون من إسبانيا والبرتغال وأندورا ومنطقة جبل طارق. وفي هذا السياق، قالت الوزارة المعنية إن كل من هولندا وايطاليا قد أبلغت عن حالات التفشي الأولى لفيروس اللسان الأزرق على رؤوس الماشية، الأمر الذي دفع بمجلس الوزراء الاسباني إلى رصد ميزانية بقيمة 12 مليون أورو لشراء اللقاحات المضادة، خاصة وأن التطعيم هو السلاح الأكثر فعالية لمراقبة ومكافحة هذا المرض. ودعت وزارة البيئة والشؤون البحرية الاسبانية وزارات الفلاحة بمنطقة شمال المتوسط إلى اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمجابهة انتشار الفيروس وسط القطعان، في مناطق تقع قرب مستنقعات، وينتقل بين رؤوس الماشية عن طريق البعوض، وبالتالي تجنب الخسائر الاقتصادية المباشرة الخطيرة التي يحدثها المرض خاصة وأن الظروف المناخية مواتية لتنقله. ومن جهتها، سطرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مباشرة بعد الإعلان عن أولى حالات الإصابة بهذا الداء أواخر شهر أكتوبر 2009 برنامجا وقائيا للحد من انتشار المرض أو الفيروس في باقي المناطق والولايات الأخرى إلى جانب استخدام اللقاحات لحماية الحيوانات السليمة لضمان عدم إصابتها بالعدوى، وهو البرنامج الذي لا يخص المناطق المتضررة من المرض فقط بل امتد إلى مختلف الولايات الكبرى المعروفة بتربية الماشية. وقامت مصالح مديريات الفلاحة بتجنيد الفرق البيطرية المحلية بالتنسيق مع المعهد الوطني لحماية النباتات لمراقبة ومتابعة أزيد من 2ر20 مليون رأس على المستوى الوطني، كما تم رش مناطق الرعي بالمبيدات الحشرية الخاصة بالذبابة المسببة للمرض، حيث تم تحديد مساحات واسعة للرش المستمر لفترات طويلة للقضاء نهائيا عليها، كما باشرت مختلف المصالح الفلاحية للولايات المجاورة للمناطق المتضررة في رش مناطق الرعي والمساحات الخضراء بالمبيدات الحشرية للقضاء نهائيا على كل احتمال لعودة الذبابة، علما أن مخازن المعاهد الوطنية لحماية النباتات تضم كميات معتبرة من المبيدات والمطهرات الفعالة.