أرجع رئيس الجمعية الوطنية للبياطرة، السيد سعادة بن دنيا، أسباب ارتفاع أسعار الماشية إلى حالة المناخ وتهاطل الأمطار مبكرا والتي جعلت الموالين يعزفون عن تسويق الماشية إلى جانب تفضيلهم تهريب آلاف الرؤوس من المواشي ذات السلالة الجيدة إلى المغرب وتونس وكذا ليبيا• يتم تهريب رؤوس الأغنام من ولايتي البيض والنعامة عبر المكان المسمى بقصيدير، التي تعد منطقة عبور بين ولاية النعامة والجهة الغربية الجنوبية نحو المغرب• وأضاف المتحدث أن الجزائر ارتفع بها حجم استهلاك اللحوم بعد تحولها إلى ورشات عمل من قبل الشركات والأيدي العاملة الأجنبية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم والمواشي إلى جانب ارتفاع سعر الأدوية البيطرية ونفوق الماشية، بدءا باللسان الأزرق والجدري المميت، إضافة إلى غياب المبيدات المستعملة في تطهير المزارع المخصصة لتربية الأغنام وإسطبلات الأبقار التي تبقى بدورها مهددة بالإصابة بداء اللسان الأزرق• كما حمل رئيس المفتشية البيطرية بمديرية الفلاحة بوهران، السيد كبير أحمد، المسؤولية لرؤساء البلديات الذين تقاعسوا في رش البؤر التي ظهر بها الداء بالمبيدات، خاصة أن المرض ناجم عن حشرة أو باعوضة تدعى ''فيلبوتون'' التي تنمو في المياه الراكدة المحاذية للمزارع وأماكن تربية الأغنام، والتي تتكاثر بشكل سريع في غياب وسائل النظافة والتطهير بالمبيدات لمزارع الأغنام، مفندا تسجيل أية إصابة بالولاية عبر 11 محيطا فلاحيا متواجدة بالمستثمرات الفلاحية• وذكر من جانب آخر رئيس الجمعية الوطنية للبياطرة أن عملية نقل الأغنام من منطقة وولاية إلى أخرى بدون شهادة صحية إجراء يزيد من انتشار وانتقال العدوى خاصة ونحن مقبلون على العيد الأضحى بحكم الانفتاح الواسع الذي تعرفه الأسواق اليومية والأسبوعية بالنظر إلى طابعها التجاري والذي بات يشكل خطرا على المواطنين في اقتناء أضحية العيد، خاصة أن المرض معد وقاتل بحيث أن 80 بالمائة من الأغنام التي تصاب بالمرض في حالة عدم معالجتها فإنها تموت• يذكر أن حالة من الهلع أصابت أوساط الموالين ومربي الماشية بالمناطق السهبية الغربية بعد زحف داء اللسان الأزرق والجدري، بين الماشية منذ ثلاثة أشهر بشكل خطير، حيث فتك المرض بمئات من رؤوس الأغنام، خاصة بولاية تيارت وجنوب ولاية الشلف التي سجل بها أزيد من 24 بؤرة لداء اللسان الأزرق وكذا ولاية تيسمسيلت وسعيدة وولايتي سيدي بلعباس ومستغانم، وما زاد في مخاوف الموالين ومربي الماشية انعدام الأدوية المتمثلة في اللقحات المضادة للداء، خاصة لدى البياطرة؛ حيث أن المرض يقتل الماشية بعد مرور ثلاثة أيام من إصابتها بالفيروس المسمى ''سيروتيب'' الذي يصيب في المرحلة الأولى بلعوم الماشية بالانتفاخ ثم يزحف الانتفاخ إلى الرأس وهي المرحلة الأخيرة قبل نفوق رأس الماشية• وفي غياب عمليات تشخيص للمرض مبكرا، بات الأمر يشكل هاجسا يقلق الموالين بعدما أصبحت 20 مليون رأس من الماشية بالوطن مهددة بالموت وذلك تزامنا واقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث عرفت أسعار الماشية بمختلف أسواق الغرب زيادة بأكثر من 50 بالمائة مقارنة بالأشهر الماضية•