فرنسا منزعجة من المساعي الجزائرية لتجريم الاستعمار الذي لامه كثير من المصريين على خيبته وفشله في تأديب الجزائريين وتربيتهم على الخنوع والاستسلام والركوع الدائم على طريقة لاعبي الفراعنة بعد تسجيل الأهداف في مرمى الخصوم بتواطؤ الحكام طبعا. هذا الركوع أو السجود الذي عانت منه فرنسا الاستعمارية الأمرين لتلقينه للجزائريين فشلت فيه لسببين رئيسيين، أولهما انه ركوع ممن قال فيهم بن باديس ''لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ما قلتها''، والثاني كونه ركوع أو سجود دون ستر العورة وفي ذلك أكثر من قراءة، لأن هؤلاء القوم لم نسلم معهم ونحن ساترين للعورة فما بالك ونحن لها كاشفون، وللناظر إليها غارّون فاتنون. وفي خضم الحديث عن العورة ومشتقاتها أو مشتقاتهما بعبارة أوضح وأدق ثارت ثائرة وزير الهجرة الفرنسي وزميله في الخارجية على مواصلة الجزائريين سياسة عدم الركوع والسجود لجلادي الأمس الذي انتقدنا عليه كثير من إخواننا المصريين، والسعي لتجريم أفعالهم وأفعال آبائهم وأجدادهم المنكرة ماضيا وحاضرا ومستقبلا، أقول في هذا الخضم أطل علينا وزيرهم للهجرة وهو يتمنى الزواج من تونسية حفيدة للرئيس الراحل بورقيبة إمعانا منه في توطيد العلاقات البينة والمحافظة على ربط الضفة الشمالية بالجنوبية، أطل علينا نافيا إشهار إسلامه مقابل الظفر بها نكاية في القوم الرافضين التشبه بحكايات بلاد ما اصطلح عليه بمنتخب الساجدين أو الراكعين أو المنبطحين، ولعل قارئ الفاتحة على الزواج الذي لن يكون مباركا سيكون الشيخ المنتسب للأزهر المكفر لزملاء عنتر يحيى والمشيد بالجدار العازل وفي العزل أكثر من درس.