أثار قرار منظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو المتعلق باختيار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة2011 بعد أن كانت نواكشط عاصمة موريتانيا الدولة المختارة لاحتضان الحدث لنفس السنة، جدلا واسعا بين الموريتانيين وسط تبادل التهم بين الأوساط الحكومية والثقافية التي عبرت عن استيائها حيال القرار. حيث اتهمت أوساط ثقافية وإعلامية موريتانية السلطات بالتراخي في الإعداد للحدث والإعلان عن إجراءات تنظيمية ومالية للاحتفاء بنواكشط لأول مرة عاصمة للثقافة، مما حدا بالمسؤولين عن منظمة الإيسيسكو إلى البحث عن مدينة أخرى واختيار تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. ولامتصاص غضب الموريتانيين أوضح نجيب الغياتي مدير الثقافة والاتصال بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن المنظمة اختارت مدينة تلمسانالجزائرية كعاصمة للثقافة الإسلامية لتكون ثاني مدينة عربية تختار هذه السنة بعد مدينة نواكشط. ويأتي هذا التصريح المفاجئ من قبل احد أعضاء الايسيسكو ليضع نقطة استفهام مبهمة في مثل هذا القرار حيث أنه لم تجر عليه العادة من قبل داخل هذه المنظمة في اختيار دولتين لاحتضان ذات الحدث في نفس السنة، وإنما المعمول به هو انتقال الحدث سنويا بين عواصم العالم الإسلامي. وقال الغياثي إن المنظمة تختار كل سنة ثلاث عواصم من المنطقة العربية والإفريقية والآسيوية، ولكن في حال انعقاد مؤتمر وزراء الثقافة في مدينة أخرى تضاف تلقائيا إلى المدن المختارة، ولذا تم اختيار تلمسان ونواكشط كعاصمتين للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لسنة .2011 ونفى الغياتي أن تكون المنظمة باختيارها لمدينة ''تلمسان'' قد تراجعت عن اختيارها لمدينة نواكشط كعاصمة للثقافة الإسلامية سنة ,2011 وفي الوقت الذي تستعد السلطات الجزائرية ممثلة في وزارة الثقافة في التحضير لهذا الحدث الهام، من خلال إطلاقها عديد المشاريع الثقافية وترميم المعالم الأثرية وتهيئة المنشآت الثقافية استعدادا لاحتضان عاصمة الزيانيين الحدث. وتشمل هذه المشاريع حسب ما أعلن عنه مدير الثقافة لولاية تلمسان، ميلود عبد الحكيم، إنشاء المركب الثقافي الضخم ببلدية المنصورة التاريخية الذي يضم قاعة للمحاضرات تتسع ل 1000مقعد وفضاءات للعروض وعدة حجرات للبحث والدراسات ثم المركز الإسلامي الجديد، بالإضافة إلى إنشاء مركز الدراسات الأندلسية الذي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر والمغرب العربي والذي سينجز على النمط المعماري العربي الإسلامي، وسيهتم هذا المركز حسب القائمين عليه بالتراث الأندلسي المادي والمعنوي. فضلا عن مشروع تحويل متحف تلمسان إلى متحف وطني وفتح فرع جهوي للمكتبة الوطنية بتلمسان. صادقت الحكومة الموريتانية من جهتها، خلال الشهر الجاري، على مشروع نواكشط عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2011 المعد والمقدم من طرف وزارة الثقافة الموريتانية. جاء ذلك خلال اجتماع مصغر ضم الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد لغظف واللجنة الوزارية المكلفة بمشروع نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية .2011 وقررت اللجنة خلال اجتماعها ترتيب الأنشطة المقررة حسب تكاليفها وقابليتها للتنفيذ، استعدادا للحدث الثقافي الذي تنتظره موريتانيا مطلع العام 2011 حيث بدأت موريتانيا من جهتها الإعداد للأنشطة والفعاليات الثقافية التي ستحتضنها خلال التظاهرة.