اختتمت ليلة أوّل أمس، تظاهرة "الإسكندرية عاصمة للثقافة الإسلامية 2008 " بدار الأوبرا بالإسكندرية، بحضور وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي، وقد تمّ بهذه المناسبة تكريمها إلى جانب مجموعة من الشخصيات المصرية من رجال العلم والمعرفة والثقافة والدين. وأكّد وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني، أنّ اختيار الإسكندرية عاصمة للثقافة الإسلامية من طرف المنظّمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو) يعدّ اعترافا بما أسهمت به هذه المدينة العريقة عبر التاريخ في مختلف مجالات العلوم والثقافة والإبداع. ومن جهتها، أوضحت السيدة خليدة تومي في كلمة ألقتها بهذه المناسبة، أنّ مدينة الإسكندرية " كان لها الفضل الجليل في إشعال أنوار الثقافة الإسلامية، فأضاءت بها المكان وكان شعاعها ينعكس بأنواره البهيجة على البحر الأبيض المتوسط وعلى العالم أجمع". وأضافت أنّ هذه المدينة كانت طيلة عام كامل منارة حضارية وثقافية إسلامية لا يخفت نورها، ترشد الباحثين عن الخلاص والسمو والجمال. وأشارت الوزيرة إلى أنّ تجربة العواصم الثقافية الإسلامية "أثبتت نجاحها ونجاعتها في ترقية الفعل الثقافي المشترك وتفعيل قنوات التواصل الجميل وخلق فرص الاحتكاك والتبادل والاستفادة المشتركة". وأوضحت أنّ الإسكندرية وإن كانت تحتفل اليوم باختتام احتفاليتها كعاصمة للثقافة الإسلامية، فإنّها تعلن في ذات الوقت أنّها ستبقى دائما وأبدا عاصمة وقطبا وقلعة للثقافة العربية الإسلامية وملتقى للثقافات والحضارات. وأعربت الوزيرة عن أمنيتها في أن تكون المشاركة المصرية في تظاهرة "تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2011 "، التي باشرت الجزائر في التحضير لها " مشاركة قوية ونوعية"، كما تمنّت أن تكون تظاهرة مدينة تلمسان في المستوى الراقي الذي ميّز فعاليات تظاهرة الإسكندرية "حتى تتعانق المدينتان في سماء الثقافة الإسلامية، كما تعانقتا في العصور الذهبية القديمة للحضارة الإسلامية". وقد عبّرت السيدة تومي في تصريح ل"و.أ.ج"، عن اعتزازها بهذا التكريم الذي يصادف انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الجزائري، واعتبرت هذه الالتفاتة الطيبة بمثابة "تكريم للثقافة الجزائرية وللشعب الجزائري، وتشريف للجزائر، واعترافا بالجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية تحت قيادة رئيس الجمهورية في الحقل الثقافي ". ومن جهته، أوضح وزير الثقافة المصري، السيد فاروق حسني، أنّ الثقافة الجزائرية " تركت إحساسا رائعا وجميلا في أوساط المثقفين والجمهور المصري، الذي عبّر من خلال إقباله وتصفيقه للعروض الجزائرية، عن المحبة والتقدير الذي يكنه للثقافة والشعب الجزائري". وقال المسؤول المصري أيضا، أنّ "تكريم السيدة تومي هو تكريم للثقافة الجزائرية بمختلف فنونها وإبداعاتها".