قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران أنه لا يمكن إلغاء عقوبة الإعدام في كل الظروف، مفيدا انه يجب ترك المحاكم تقرر ما إذا كانت الجريمة تستحق تطبيق هذه العقوبة أم لا. وأفاد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى خلال ندوة صحفية أن موضوع إلغاء عقوبة الإعدام الذي تدعو إليه العديد من الهيئات الدولية بما فيها الأممالمتحدة أثار ولا يزال يثير نقاشا داخل اللجان الاستشارية في المجلس و قد تباينت الآراء بخصوصه. لكنه رجح القول بأنه ''لا يمكننا إلغاء عقوبة الإعدام في كل الحالات لأن القصاص من صميم الدين الإسلامي'' و أن تطبيقها من عدمه يعد من ''صلاحيات المحاكم التي تقدر ظروف و ملابسات وقوع الجريمة.و أضاف الشيخ بوعمران أن العقوبة من جنس الجريمة حيث أن ''المجرم الذي يقتل طفلا و يبيع أعضاءه مثلا لا يمكن أن نلغي تطبيق حكم الإعدام عليه'' لذلك ''وجب ترك الأمر للقضاء ليقدر ما إذا كانت الجريمة مع سبق الإصرار و الترصد أم لا غير وانه بكل الأحوال لا يمكن قبول إلغاء مادة من الشريعة. من جهة أخرى و في رده عن سؤال عن عدم قيام المجلس بالإفتاء في بعض القضايا الدينية التي تطرح في المجتمع الجزائري قال الشيخ بوعمران أن المجلس الإسلامي الأعلى يعتبر ''مجلس علمي أكاديمي يفتي في المسائل المتعلقة بالمستجدات العلمية كزرع الأعضاء مثلا'' غير أن مهمته الأساسية ''لا تنحصر في هذا المجال فقط بل تتعداه إلى النشاط الفكري و العلمي. ونفى بوعمران بشدة ما تداولته بعض الصحف بشان إقدام هيئته على اقتراح 20 اسما لمنصب مفتي الجمهورية لدى رئاسة الجمهورية، حيث أكد أن ذلك ليس من اختصاص المجلس الإسلامي الأعلى مبرزا في ذات السياق أن رئيس الجمهورية لديه من الوزراء والمختصين من هم أولى بهذا المهام . كما تطرق بوعمران إلى قضية محاولة اغتيال العلامة ابن باديس والتي نفى من خلالها ان يكون للأمر علاقة برئيس الزاوية، وإنما من احد أتباعه منتقدا في ذات السياق بعض الطرق الصوفية التي تجسد عادات خارجة عن الشريعة الإسلامية . و في هذا السياق تطرق رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى الملتقى الدولي الذي سينظمه المجلس أيام 29 و30 و 31 مارس و الذي سيتمحور حول موضوع ''العلوم العقلية في الإسلام'' مشيرا إلى أن الملتقى سيكون على شكل محاضرات عامة بالإضافة إلى ورشات علمية سيتم التطرق من خلالها إلى علاقة الدين الإسلامي بالعلوم الاجتماعية و الإنسانية و كذا العلوم الطبية و الرياضيات والفيزياء و الكيمياء. و بهذه المناسبة عرض الشيخ بوعمران آخر إصدارات المجلس الإسلامي الأعلى التي يقوم بنشرها و توزيعها مجانا على مختلف الهيئات المؤسسات العلمية كالجامعات و المكتبات العمومية و كذا الزوايا. و تضمنت هذه الإصدارات كتبا تعرف ببعض الشخصيات التاريخية والأدبية مثل كتاب ''المجاهد الراحل الحسين لحول : شجاعة و نضال'' من تأليف جمعية 11 ديسمبر 1960 و كتاب ''باحث مغمور'' الذي يتطرق للسيرة الذاتية للأستاذ والكاتب و المترجم نور الدين عبد القادر من تأليف الأستاذ أبو القاسم سعد الله و كذا كتاب ''قصيدة البردة للإمام البوصيري'' من تأليف الدكتور محمد بن محمد العطوي ابن سمينة .