سلطت أمس رئيسة جلسة محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة عقوبة 8 سنوات سجنا نافدا و 5 ألاف دينار كغرامة مالية ضد متهمين لارتكابهما جناية تكوين جمعية أشرار والتزوير في وثائق السيارة التي كانت معبأة ب47 كلغ من المخدرات من نوع القنب الهندي، فيما كانت النيابة العامة قد التمست في حقهما عقوبة المؤبد. وقد كشفت جلسة المحاكمة أن (م.ن) و(ي. ع) خططا ودبرا للجريمة شهر جانفي من سنة 2008 حيث قام المتهم ي. ع بقيادة السيارة إلى غاية ميناء الجزائر بتخطيط من المتهم الرئيسي الذي اشتراها باستعمال وثائق مزورة بعدما ساعده لإنجاح عملية تصدير المخدرات إلى فرنسا، حيث ذكرت ممثلة الحق العام خلال مداخلتها أن المتهمان مذنبان لارتكاب الجريمة بدليل شهادة الشهود الذين وقفوا أمام هيئة المحكمة وأكدوا معرفتهم للمتهم الأول إضافة إلى ثبوت اتفاق المتهمين على ترحيل السيارة المحملة بالمخدرات عبر باخرة بميناء الجزائر على أساس أن المتهم (م.م )'هو من سيتولى العملية، وقد نجح المتهمان في العملية الأولى التي كانت شهر سبتمبر من خلال إخراج سيارة سينيك، غير أن مصالح الجمارك اكتشفت العملية الثانية، وتم ضبط المتهم في حالة تلبس. كما جاء في ملف القضية أن المتهم الأول خطط لتنفيذ العملية في حدود الساعة العاشرة ليلا حتى لا تكون محل شبهة من قبل رجال الأمن، خاصة بعد انتقال المتهم إلى منطقة تيزي وزو وإحضاره السيارة، حيث عندما تم تفتيش هذه الأخيرة عثر على أغراض خاصة إلى جانبها كمية المخدرات التي أصر الجاني (م.م) خلال مثوله للمحاكمة على التأكيد انه لم يكن يعلم بوجودها، مشيرا إلى أن المتهم خطط بإحكام لإنجاح العملية، وذلك بشرائه تذكرة سفر بمبلغ 5 ملايين، كما زوده بمبلغ 46 ألف دج، حيث طلب منه الإسراع في تنفيذ العملية حتى لا يتفطن لها رجال الأمن، غير المتهم (ي. ع) اكتشف أمره في الميناء لأنه كان في حالة ارتباك وهو ما أدى بمصالح الجمارك لمعاينة السيارة ومن ثم العثور على كمية المخدرات. في حين وأثناء مواجهة القاضية بتصريحات المتهمين أمام مصالح الضبطية القضائية وقاضي التحقيق، حاولا المتهم (م.م) التنصل من المسؤولية وإنكار كل الأقوال الواردة في محاضر الاستجواب أمام قاضي التحقيق، حيث صرح أنه قام بشراء السيارة محل المتابعة ثم قام ببيعها بحكم انه تاجر في بيع وشراء السيارات، فيما أكد المتهم الثاني أمام هيئة المحكمة أنه دخل في عمليتين مع المتهم الأول، الأولى نجحت غير أن الثانية لم يكن على علم بما يوجد داخل السيارة بحكم أنه يعمل كسائق حافلة بمحطة البليدة وأنه كان ينوي ترحيل السيارة على فرنسا مقابل مبلغ مالي.