أصبحت الرشاقة والحصول على جسم مثالي هوس جنوني مس الرجال والنساء على حد سواء، فقد زاد مؤخرا الإقبال على صالات الجيم والقاعات الرياضية، كما تشهد الصيدليات ومحلات بيع الأعشاب توافد العديد من الأشخاص من جميع الأعمار بحثا عن أعشاب طبية وحبوب خاصة بالتخسيس أو لقطع الشهية بالرغم من أن الكثير منهم لا يعانون من البدانة. أصبح هوس الحصول على جسم مثالي حمى أصابت معظم الجزائريين والجزائريات بالخصوص وتزداد أكثر باقتراب موسم الصيف والاستجمام، فقد أضحى الناس يدفعون أي ثمن من أجل التخلص من الشحوم فقد يلجأون إما للمنتوجات الصيدلانية أو يستعينون بالطب البديل الذي يعرض بعض الأعشاب فتظهر على شكل ''تيزانات'' إلى جانب حبوب إنقاص الوزن، غير آبهين بالآثار الجانبية أو مدى تأثيرها على صحة الإنسان على المدى الطويل. إنقاص الوزن والحصول على جسم مثالي هاجس الكبير والصغير من المعروف أن الغذاء أو الطبخ الجزائري معظمه مشبع بالدهون إلى جانب قلة حركة المواطن الجزائري، خصوصا المرأة التي ونظرا لنظرة المجتمع والتقاليد لا يمكنها ممارسة رياضة الجري كالرجل هذا ما يعرضها للإفراط في الوزن أي البدانة فتلجأ الكثيرات إلى شراء منتوجات متنوعة لا يهم سعرها بقدر ما تهم نجاعتها. في هذا الموضوع تقول نبيلة: ''إن طبيعة عملي التي تحتم علي الجلوس المطول كانت السبب الكبير في زيادة وزني إلى جانب تناولي أطعمة غنية بالحريرات، ومع زيادة وزني الملحوظة قررت اللجوء إلى أية وسيلة في سبيل الحصول على جسم مثالي، فقصدت محل بيع الأعشاب الطبية الذي أعطاني نوعا من الأقراص تعمل على قطع الشهية وتجعل الشخص يحس بعدم رغبته في الأكل إلى حين فترة العشاء وأنا أتناولها منذ مدة على أمل الحصول على الجسم الذي أتمناه وأشعر بخفة وزني''. نفس الانطباع الذي وجدناه عند نزيهة التي تقول: ''إن البدانة كما هي معروفة عند الجميع تسبب عدة أمراض منها مرض السكري، لذا قررت بأية وسيلة إنقاص وزني بداية من الريجيم إلى غاية تناولي العديد من ''التيزانات'' والأقراص لأحصل على جسم رشيق أستطيع التباهي به وأنا أتجول في الخارج خاصة أنني مللت من نظرة الناس التي كلها استخفاف وازدراء''. توافد منقطع النظير للمواطنين على الصيادلة والعشابين العديد من الصيادلة وبائعي الأعشاب أكدوا أن حمى إنقاص الوزن مست جميع الأفراد على حد سواء نساء ورجالا كبارا كانوا أم صغارا. في هذا السياق صرح ''رحيم'' صيدلاني ل''الحوار'': ''لقد لاحظت منذ مدة، خاصة عند حلول فصل الصيف، توافد الناس وسؤالهم عن ما هو أفضل وأنجع منتوج في الأسواق حاليا لإنقاص الوزن، ناهيك عن حركة الوزن الذي لا يتوقف طيلة النهار لمعرفة إن هم في زيادة أو نقصان. والذي لاحظته أنهم لا يهتمون بسعر المنتوج بقدر ما يبحثون عن مدى نجاعته''. من جانبه يقول مؤمون صيدلي في شارع أول ماي: ''أضحى الإقبال عليها في هذا الخصوص لا يقتصر على النساء فحسب بل الرجال يسجلون حضورهم كذلك مع معرفة العديد منهم للمنتوجات وأسمائها، فمعظم الرجال يعانون من التراكمات على مستوى البطن لذا فهم يسألون دائما عن أفضل المنتجات التي تخلصهم من المشكلة''.من جانبه أمين بائع الأعشاب، يؤكد أن منقوع الأعشاب و''التيزانات'' الأكثر طلبا من طرف الزبائن إضافة إلى إلحاح الكثيرين على شراء حبوب تكون ذات مفعول سحري يعطي نتيجة في زمن قياسي، وهو الشيء الذي لا يتوفر عندنا لأن إنقاص الوزن لا يأتي ببساطة وفي ظرف قياسي بل يمتد لعدة شهور لملاحظة مدى فعالية المنتوج''. بالرغم من أن هناك الكثير من الأشخاص ممن جربوا الوصفات والأقراص و''التيزانات'' التي أشيع عنها أنها ذات فائدة ونتيجة سريعة، إلا أنهم تفاجأوا في الأخير أنهم صرفوا الملايين دون حصولهم على مبتغاهم، والأخطر من هذا هو جهلهم لمدى تأثير هذه الوصفات مستقبلا على صحتهم خصوصا تلك التي تسوق دون وصفات طبية ودون خضعوها للتحاليل والمراقبة. فالأفضل، حسب إجماع العديد من الأطباء والمختصين، هو ممارسة الرياضة، خصوصا المشي، لما في ذلك من منافع كثيرة لجسم الإنسان.