كشفت دراسة أجراها المعهد الوطني للإحصاءات الفرنسية نشرت أمس، أن 13 في المائة من الأطفال الذين يعيشون في فرنسا وتتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة مرتبطون من حيث الأصل بالجزائر، وأن هذه النسبة تصل إلى 20 في المائة عن فئة مابين 18 إلى 25 سنة. وأوضحت الدراسة التي شملت 22 ألف شخص والتي رصدت أصول ومسار المهاجرين، أن 12 في المائة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 سنة هم أطفال المهاجرين، مشيرة أن هذه النسبة تزداد عند الفئات الشابة، فواحد من خمسة أشخاص عمرهم 18 سنة، أحد والديه من المهاجرين، في حين كان الأمر قبل عشرين سنة لا يمثل إلا واحدا من عشرة أشخاص. وأثبتت الدراسة أنه 3.1 مليون من الأشخاص المهاجرين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 وخمسين سنة ذوي أصول أوروبية، وأن أكثرهم يفوق عمرهم الأربعين سنة، إلا أن الأمر يختلف عند المهاجرين المنحدرين من منطقة المغرب العربي وإفريقيا، حيث ينتشرون أكثر لدى الفئات الشابة التي تتراوح أعمارها بين 15 و18 سنة . ويشكل أبناء المهاجرين في هذه الفئة الأخيرة الذين يرتبطون بالجزائر سواء من ناحية الأب والأم نسبة 13 في المائة، في حين يمثل التونسيون والمغربيون مجتمعين 20 في المائة، أما المهاجرون المرتبطون بإفريقيا السوداء فتقدر نسبتهم بثمانية في المائة.ولاحظت الدراسة أن 20 في المائة من1.3 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 سنة، إما أباه أو أمه من جنسية جزائرية، وأن 15 في المائة منهم أحد أبويه تونسي أو مغربي، وأربعة في المائة منهم ينحدر أحد أبويه من إفريقيا جنوب الصحراء. وأفادت الدراسة ذاتها أن خمسين في المائة من أطفال المهاجرين ولدوا في عائلة كلا الأبوين من المهاجرين، في حين أن النصف الآخر من الأطفال هم نتيجة الزواج المختلط، والذين يكون في ما بين 75 إلى 90 في المائة، منهم الأب فرنسي عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين ذوي الأصول الأوروبية، في حين أن الأطفال ثمرة زواج مختلط مع مهاجرين أفارقة، لا يتعدى فيهم الآباء ذوو الأصول الفرنسية 30 في المائة، ما يعني أن 70 في المائة من أطفال الزواج المختلط لدى المهاجرين الأفارقة آباؤهم من القارة السمراء، والذي يرجح أن الرجال أكثر هجرة إلى أوروبا مقارنة بالنساء في القارة السمراء. وأشارت الدراسة إلى أن أطفال الزواج المختلط أقل شعورا وتعرضا للتمييز في حياتهم، وهم متمسكون بجذور آبائه، غير أن الأطفال الذين كانوا ثمرة زوجين مهاجرين يتعرضون لتمييز في فرنسا ويواجهون صعوبات حياتية.