وصفت الدكتورة الصينية ''جانغ هونغ يي'' المكتبة الشعرية الجزائرية بالكنز الغني بنفائس الكتابات العربية، وخصت نائبة عميدة كلية الدراسات الأجنبية بجامعة بكين بالذكر كتابات الشاعر الراحل عمر البرناوي الذي تم تكريمه على هامش تظاهرة عكاظية الشعر التي احتضنتها الجزائر مؤخرا. وأوضحت الدكتورة في تصريح خصت به جريدة ''الحوار'' بأنها ستغتنم فرصة تواجدها بالجزائر لجمع اكبر كم من الكتابات الشعرية التي ستتناولها بالنقد والترجمة ضمن مشاريعها النقدية الموجهة للكتابات العربية والتي تسعى من خلالها إلى نقل صورة عن الأدب العربي إلى الطلبة الصينيين، في محاولة منها لنقل نموذج راقي عن الإنسان العربي. وفي مقارنة أجرتها بين الكتابات الشعرية الصينية والعربية قالت ذات المتحدثة بأنها لا يمكن أن تتحدث عن الشعر الصيني في الوقت الحالي، موضحة بان ما يكتب هناك لا يتعدى كونه خربشات بسيطة إذا ما قورنت بما يكتبه العرب. وتربط نائبة عميدة كلية اللغة العربية ببكين سبب تأخر الشعر الصيني بالثورة التي شنها بعض الصينيين ضد اللغة الصينة القديمة هذه الثورة التي قضت على اللسان الصيني لتصبح الصين اليوم بلا حضارة ولا لسان رغم علم هؤلاء الثائرين بان اللغة ليست إلا وسيلة. أما عن اشتغالها في مجال ترجمة الأعمال الأدبية العربية أفادت جانغ هونغ يي بان الترجمة عملية صعبة جدا خاصة لو أخذنا بعين الاعتبار إلزامية فهم المترجم بخلفيات وأبعاد المادة المترجمة ولاسيما منها الاجتماعية والثقافية والحضارية، مشددة على انه في حالة عدم فهم خلفيات العمل والخوض في أعماق كاتبه فلا مجال للحديث عن الترجمة، وهو ما ربطته الدكتورة بزيارتها للجزائر التي قالت إنها ستساعدها كثيرا في مشروع ترجمتها لبعض الأعمال الجزائرية. وعن تداول اللغة العربية في بكين قالت المتحدثة بان دخول اللغة العربية إلى الصين مرتبط أساسا بدخول الإسلام إليها خاصة في مناطق شمال الصين الغربي، حيث قامت القوميات الإسلامية بببناء المدارس ومساجد لتدريس اللغة العربية والإسلام. غير أن دخول اللغة العربية إلى الجامعات جاء مع تأسيس جمهورية الصين أي منذ أزيد من ستين عاما، حيث بدأت اللغة العربية تدرس هناك وكان أول دخول لها في جامعة بكين التي تعتبر أم الجامعات لتتفرع عنها فيما بعد جامعات أخرى من بينها جامعة ''شانغهاي''. وأوضحت الباحثة الصينية بان معظم الإطارات الصينية التي تشتغل في السلك الدبلوماسي خارج الصين هم من خرجي هذه الجامعات، ومع تطور التعاون الاقتصادي هناك توسع التوجه إلى تعلم هذه اللغة اليوم حيث أصبحت الصين تحتكم على أزيد من عشرين جامعة لتعليم اللغة العربية بعدما كان عددها لا يتعدى ست جامعات.