تناول المحاضرون، في هذه الندوة التي احتضنها نادي الإعلام الثقافي بقاعة الأطلس باب الواد بالعاصمة، مداخلات حول جماليات قصيدة المقاومة في التراث العربي. وقال الدكتور والباحث الجزائري، عبد الوهاب ميراوي، إنّ المقاومة ارتبطت منذ الأزل بالصراع ومحاربة العدو الأجنبي الذي عمل على طمس الذات والهوية الوطنية وأضاف في السياق ذاته أنّ صورة المقاومة تجلت بشكل بارز في القضية الفلسطينية، من خلال جملة من القصائد الشعرية التي كتبها شعراء فلسطينيون وعرب، أبرزهم الشاعر الراحل محمود درويش، الذي أعطى بعدا آخر لقصيدة المقاومة، حيث أعطى المتحدث جملة من المفردات التي تدل على المقاومة في نصوص الشاعر. من جهته تناول الدكتور عبد الله عشي، في مداخلته بموضوع تمحور حول "اشتغال التاريخ في الشعر العربي المعاصر"، عبر الشعر الجزائري المعاصر من خلال ثلاثة شعراء هم أبو القاسم سعد الله والشاعر زبير دردوخ ومقاطع من ديوان الشاعر حسين زيدان، وحاول بيان علاقة الشعر بالتاريخ وتشكلات التاريخ في القصيدة الشعرية. وفي هذا الصدد قال عشي، إنّ هناك ثلاثة أنواع من التشكلات، يتعلق الأول بالخطاب الشعري الذي على علاقة التجاور بحيث أن الشعر يكون تصويرا للحدث التاريخي، أما التشكيل الثاني فيقوم على التعبير، فيم يقوم الثالث بتفسير الشعر تفسيرا بحيث يقوم الشاعر بعملية التأويل. أما الدكتور والباحث الفلسطيني، صلاح يوسف عبد القادر، فقد تحدث عن "الهوية في الشعر الفلسطيني بين ثقافة الإنتماء ومحاولات المحو"، وقال في هذا الصدد إنّ الشعر الفلسطيني أخذ ثلاثة أبعاد ارتبطت بالوعظ والتسجيل، فيما يعتبر البعد الثالث تذكيريا ومستقبليا والبعد الرابع البعد التحريري، وهو تصنيف لنظرة الإنسان الفلسطيني للأرض علاقة الإنسان الفلسطيني بالأرض علاقة روحية، فيما علاقة اليهودي بالأرض تحكمها الماديات. واستعرض المتدخل نماذج من الأشعار التي كتبها اليهود عن أرض فلسطين والتي تؤكد علاقتهم المادية بهذه الأرض التي استولوا عليها. من جهتها قدمت الباحثة الصينية "جانغ هونغ يي" صورة مختصرة عن الشعر في الجمهورية الصينية، فأكدت أن القصيدة الصينية أخذت اتجاها سرياليا وأنّ الشعراء يتسابقون إلى الإقتباس والمحاكاة في إبداعهم. وأكدت المتحدثة أنه ورغم القفزة التي شهدها الشعر الصيني، إلا أن الشاعر لم يكن يعرف ماذا يقاوم ولماذا يقاوم. ونظمت في الفترة المسائية من هذه التظاهرة الشعرية العربية، قراءات شعرية، بقاعة الموڤار، بمشاركة كل من حسن المطروشي من سلطنة عمان، حمروش عبد الدين من المغرب، لينا أبو بكر من الأردن، وزهرة بلعاليا من الجزائر. للتذكير فقد بادر الديوان الوطني للثقافة والإعلام المنظم لهذه التظاهرة، بتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية، تضم صوراً للشاعر الراحل عمر البرناوي الذي رفعت لروحه الدورة الرابعة من هذه التظاهرة.