رغم بناء الملاعب وتحديث المطارات وتوسيع الطرق وتعيين آلاف من رجال الشرطة الإضافيين من أجل تعزيز العملية الأمنية، لن يعتمد حلم جنوب أفريقيا في استضافة بطولة كأس عالم ناجحة منتصف هذا العام على هذه الأمور فقط وإنما سيعتمد ذلك أيضا على موقف المشجعين من البطولة.ومع اقتراب البطولة يبدو الموقف غير مشجع بشكل كبير على الرغم من زيادة عدد التذاكر منخفضة الثمن في فيفري الماضي إلى أكثر من نصف مليون تذكرة لتشجيع الجماهير على حضور المباريات. وانتهت المرحلة الرابعة من عملية بيع التذاكر في السابع من أفريل 2010 بشكل غير مطمئن نظرا لعدم بيع نصف مليون تذكرة من التذاكر التي طرحت في هذه المرحلة.وبدأت الاتحادات الوطنية لكرة القدم من كل أنحاء العالم في إعادة آلاف التذاكر التي لم تباع ، مما دفع الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى تحويل تركيزه في اتجاه مشجعي جنوب أفريقيا أنفسهم من خلال زيادة عدد التذاكر منخفضة الثمن والتي يصل ثمنها إلى 20 دولارا أو أقل. واعترف جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا بأن استراتيجية بيع التذاكر التي طبقتها المنظمة المكلفة بذلك ، والتي تتخذ من سويسرا مقرا لها، كانت خاطئة لأنها اعتمد بشكل رئيسي على الانترنت وهي خطة ليست مفضلة في بلد لا يملك أكثر كثيرا من نصف سكانها حسابات مصرفية أو اتصالا مصرفيا عبر الانترنت.ويرى بعض المحللين الاقتصاديين أن كأس العالم ربما تجلب على جنوب أفريقيا فوائد اقتصادية ملموسة ولكنها صغيرة.وذكرت الحكومة في جنوب أفريقيا أنها أنفقت 33 مليار راند (4,5 مليار دولار أمريكي) على البنية الأساسية الخاصة بكأس العالم والتي شملت بناء خمسة استادات جديدة وتحديث خمسة استادات قديمة حيث كان مقررا أن تتكلف الاستادات 11 مليار راند ولكن الإجمالي ارتفع إلى 18 مليار راند. كما أولت حكومة جنوب أفريقية أهمية خاصة لتحسين العملية الأمنية لاسيما وأن جنوب أفريقيا تتسم بأنها صاحبة أعلى معدل للجرائم في العالم كله حيث يتعرض نحو 50 شخصا للقتل يوميا بخلاف السطو على نحو 40 سيارة يوميا.