يعد العرض المسرحي ''الشاهد'' والذي قدمه محترف بغداد المسرحي، الاربعاء الماضي بقصر الثقافة وأمس الأول برواق المسرح الوطني بقيادة الفنان عزيز خيون، أحد العروض التي تمثل شهادة الفن الرابع على الواقع العراقي بتجلياته المعاصرة واستشرافات المستقبل. دقائق قبل بداية العرض توجه عزيز خيون الى الجمهور ليردد أشعار محمود درويش وليؤكد للمحتل وأذنابه انه يمكنه اخذ ما يشاء لكنه لن ياخذ العراق من شعبه. وقد تمكن الممثل طه المشهداني من تحريك العرض وجسد من خلاله دور الشاهد الوحيد على ما حدث للعراق على مدى ثلاثين سنة من الحروب المتواصلة، فكان رغم تلهفه للملك والعرش وسعيه للسلطة الشاهد المطيع للطاعون الذي قضى عليه وعلمه أن يكون قارئا للموت في وجوه الاخرين، فهو شخصية قامت بدفن الاموات ووصلت إلى مرحلة دفنت فيها نفسها. ويشدد العرض على حكاية كل زمن يسود فيه مرض يقتل الناس جسديا وفكريا ألا وهو الصراع على السلطة من طرف البعض والعمل على الخلود فيها. وفي هذه الظروف تظهر الأطماع الشخصية لناس اختزنوا جوع سنين من وراء سور الرهبة ورقابة الناس، حيث يسجن رغباته ويطوي مخالبه لينطلق حين يجد ثغرة في سور السجن المفروض لياكل لحوم الناس حتى ولوكان لحم الموت ذاته لنصل الى محصلة أن السلطة مقتلة. وقد مثل الدور في هذه المونودراما السورية طه المشهداني وبهاء خيون الشاهد الصامت وأهداها عزيز خيون الى صديقه عوني كرومي.