لازال عقم الهجوم يلازم المنتخب الوطني لكرة القدم، وأحد أكبر المعضلات التي تؤرق المدرب رابح سعدان، الذي اعترف بالصعوبة التي يجدها اللاعبون لهز الشباك، قبل 10 أيام من انطلاق المونديال. ولا شك عودة جبور إلى التشكيلة الوطنية قد أثلجت صدر أنصار ''الخضر''، وأعادت الثقة إليهم، غير أن فشله في التسجيل في وديتي صربيا وإيرلندا أعاد القلق إلى معسكر الفريق الوطني الذي يخوض حاليا تربصه الثاني بمدينة نورنبورغ بألمانيا، في محاولة لإيجاد الحلول لهذا العقم الهجومي. وستكون المباراة الودية الثالثة أمام منتخب الإمارات مناسبة لتصحيح بعض الهفوات التي لوحظت في مباراة إيرلندا، كما أنها فرصة لفتح عداد الأهداف، وتلقى الناخب الوطني انتقادات شديدة على تفريطه في خدمات مهاجم اتحاد جدة السعودي زياية، الذي لم يحظ بفرصة اللعب في كأس إفريقيا، قبل أن يرفض دعوة سعدان للمشاركة في تربص سويسرا، ''لأسباب شخصية'' كما قال. ودون العودة إلى خلفيات الخلاف بين سعدان وزياية، فإن رئيس الفاف، محمد روراوة، كان قادرا أن يلعب دورا في إذابة الجليد بين الطرفين، وهو المعروف بقدرته الكبيرة على التواصل مع الجميع. الكرات الثابتة لا معنى لها من دون بوقرة وعنتر وبالمقابل، فإن سعدان يركز حاليا على إيجاد حلول هجومية جديدة، من أجل فك هذا العقم، وكان ''الخضر'' قد أثبتوا أنهم يمتلكون سلاحا احتياطيا فعالا للتهديف، يتمثل في الكرات الثابتة، التي ينفذها زياني من الوسط أو الجهة اليسرى أو بلحاج على الجهة اليمنى بقدمه اليسرى والتي غالبا ما تجد رأسية بوقرة أو حليش أو عنتر يحيى، بفضل قاماتهم الطويلة، وغزال في بعض الأحيان. وقد سمحت هذه الكرات الثابتة للمنتخب الوطني بتسجيل العديد من الأهداف الحاسمة التي أهلت ''الخضر'' إلى المونديال، ولكن هذا السلاح يفقد الكثير من فعاليته ونجاعته عندما يغيب بوقرة وعنتر، إذ أن حليش لوحده لا يمكنه فعل أي شيء أمام المراقبة اللصيقة. وعليه فإنه مع عودة بوقرة وعنتر إلى التشكيلة الوطنية، فإن من شأن ذلك أن يعطي نفسا جديدا للخط الأمامي. غزال ليس هدافا بعد معاينة مردود مهاجم نادي سيينا، سواء مع ناديه أو رفقة ''الخضر'' في جميع مباريات البطولة الإفريقية الستة، فإن المتتبعين يجزمون أن اللاعب فشل إلى حد الآن في حمل لواء المهاجم الهداف، نظير عدم قدرته في تسجيل أي هدف، وحسب المتتبعين، دائما، فإن مركز غزال الطبيعي ليس مهاجما صريحا، بل مركزه يتمثل في اللعب وراء رأس الحربة. بمعنى آخر غزال لا يحسن التهديف، بل يحسن دعم الهداف سواء بمده بالكرات، أو صنع مساحات له من خلال إستراتيجية اللعب بدون كرة، التي يتقنها العديد من اللاعبين. هذا، وكشف صايفي أن خبرته لن تساعده كثيرا في تخطي مدافعين عالميين، بسبب كبره في السن وكذا بنيته البدنية الضعيفة نسبيا. الحل سيأتي من بودبوز ومجاني ومطمور إلى ذلك، فإن اللاعبين الجدد الذين استقدمهم سعدان لضخ دماء جديدة في المنتخب قد يأتون بالحل المنتظر، وكان أصغر لاعب في المنتخب، بودبوز قد أعطى بصيص أمل في قدرته على إعطاء إضافة في هذا السياق بفضل تحركاته السريعة ومراوغاته القاتلة التي ستقلق المنافس وتربكه، كما أن دخول كارل مجاني، قد يعطي المزيد من الحلول الهجومية ل ''الخضر'' حيث ينتظر الأنصار أن يكتشفوا هذا اللاعب الشاب في ودية الإمارات يوم 5 جوان الجاري. ضف إلى ذلك عودة مطمور المعروف بانطلاقاته السريعة على الرواق الأيمن وتوغلاته وقذفاته التي قد تأتي هي الأخرى بالحل. وبالمقابل، فإن الضغط لا شك أنه يتزايد ليس فقط على الطاقم الفني الذي لم يجد بعد الحلول ''لطرد النحس'' الذي يلازم هجوم ''الخضر'' من مدة طويلة. فالمهاجمون كذلك يعانون من الضغط المفروض عليهم، لاسيما منهم غزال الذي بدا أنه تأثر كثيرا عقب صافرة نهاية المباراة الودية أمام إيرلندا، بعد فشله في هز الشباك، ولا شك أن الطاقم الفني، بقيادة الشيخ سعدان، سيركز كثيرا على التحضير النفسي، ومحاولة تخفيف الضغط على اللاعبين.