أعربت السفيرة الأندونيسية في الجزائر السيدة يولي مومبوني مدارسو عن رغبتها في توسيع التعاون الاقتصادي في شتى المجالات مع الجزائر، وقالت في حديث خاص ل ''الحوار'' أجري معها أمس الأول في معرض الجزائر الدولي، إن على كل من الجزائر وجاكرتا استثمار جودة العلاقات السياسية التي ترجع لأيام الثورة الجزائرية من أجل تطوير الاقتصاد الجزائري، موضحة أن بلادها تنتج أغلب السلع الأساسية التي تستوردها الجزائر من قطع غيار السيارات والمواد الغذائية والسيارات والتجهيزات الكهرومنزلية والالكترونية ومؤسسات البناء والأشغال العمومية والفنية الكبرى بأقل الأثمان، في حين أن بلادها تحتاج كثيرا للغاز والبترول الجزائري المحرك لكافة النشاطات الاقتصادية. من جانب آخر أكدت السيدة السفيرة يولي مومبوني مدارسو ل ''الحوار'' أنها تحادثت مرات عدة مع الوزير شريف رحماني لتطوير البنية السياحية للجزائر، حيث اعتبرت أن لبلادها خبرة عالمية في هذا المجال، لاسيما بما تمتلكه كمنتجعات بال ومناطق سياحية أخرى في اندونيسيا. وقالت إن الوزير السابق للسياحة قد حمل فكرة جيدة تنتظر البدء في تطبيقها على الأرض، وحين سألناها عن تأخر إنجاز المصانع الكبرى الاندونيسية في الجزائر أكدت أن الطرفين الجزائري والاندونيسي يدرسان تذليل كافة العقبات في هذا الإطار، مشيرة إلى إمكانيات كبيرة تحوز عليها السوق الجزائرية زيادة على الغلاف المالي الذي خصصته الحكومة الجزائرية للبرنامج الخماسي القادم 2010-2014 والذي يقارب ال286 مليار دولار. وكانت ''الحوار'' قد التقت أمس الأول بسفيرة اندونيسيا في الجزائر السيدة يولي مومبوني مدارسو والتي طافت بنا في الجناح الاندونيسي، مقدمة لنا شروحات حول أغلب المؤسسات الاندونيسية المشاركة في الطبعة ال 43 لمعرض الجزائر الدولي الذي يحتضنه قصر المعارض بين الفترة 2 و7 من الشهر الجاري. وبدأت السفيرة الحديث لنا عن رغبة شديدة من بلادها للتعاون مع الجزائر لاسيما في إطار رغبة هذه الأخيرة خلق اقتصاد غير مبني على العوائد البترولية، ولهذا فقد أكدت أن مشاركة الوكالة الاندونيسية لتطوير الصادرات بالتعاون مع السفارة الاندونيسية هو في صلب إستراتيجيتها في الجزائر، حيث قالت ''إننا نشارك بجناح ب 124 متر مربع يحوي على عرض للصناعات البتروكيماوية والصناعة التحويلية والألبسة والمواد الغذائية، بالإضافة إلى جناح خاص بالسياحة في بلادها التي تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في العالم. كما تشارك إندونيسيا في الطبعة ال43 لمعرض الجزائر الدولي بمؤسسات وبممثلي شركات مختصة في النسيج ومواد الصيد البحري والبناء التي استقرت بالجزائر، ودخلت في شراكة متينة مع المؤسسات الوطنية بغرض المشاركة في مشروع القرن الطريق السيار الذي تكفلت الشركات الاندونيسية بإنجاز جزء منه، وكانت المؤسسة ''ويكا'' من أبرز الشركات الاندونيسية المشاركة في المعرض، وهي شركة متواجدة بالجزائر مند ثلاث سنوات والتي ساهمت خلال هذه الفترة في إنجاز عدة مشاريع وشطر هام من الطريق السيار شرق غرب لاسيما الشطر الرابط بين سطيف وقسنطينة على طول 120كلم بما فيها إنجاز 53 جسرا، كما قامت الشركة في ظرف لا يتعدى السنتين بإنجاز 100 جسر ومنشأة فنية بمقاييس عالمية، وتعد الشركة الرقم واحد في اندونيسيا في مجال البناء وقد أهلها إتقانها في إنجاز مشاريعها إلى توقيع عقود أخرى مع شركات جزائرية لفترة غير محدودة، وهو ما يفسح المجال لشركات بناء اندونيسية أخرى لاقتحام السوق الوطنية ضمن المخطط 2010-2014 الذي رصدت له الحكومة مبلغا هاما، كما يشارك البنك الوطني الاندونيسي في معرض الجزائر لعرض إجراءات تسهيل التحويلات التجارية للشركات العاملة في مجال الاستيراد والتصدير بين الجزائر واندونيسيا وذلك وفقا لنظام الدفع المالي الذي أقرته الحكومة في أوت من العام الماضي. وأعربت السفيرة الاندونيسية في الجزائر في حديثها ل ''الحوار'' أن جاكرتا تأمل في رفع حجم التبادلات التجارية وإقامة مشاريع استثمارية مباشرة في الجزائر، كما أنها دعت المؤسسات الجزائرية لاسيما سوناطراك وباقي المؤسسات الكبرى للقدوم إلى بلادها، مشيرة أن البلدين ما يزالان بحاجة إلى المزيد من الاتصال والتعرف على الفرص بالرغم من جودة العلاقات السياسية التي أرجعتها السيدة السفيرة إلى أول مؤتمر لحركة عدم الانحياز بباندونغ والتي تم فيها إعلان دعم القضية الجزائرية رفقة الزعماء والقادة التاريخين في العالم كالزعيم سوكارنو وتيتو وعبد الناصر وماو وغيرهم، وأكدت في ذات السياق أن جاكرتا اليوم أصبحت قطبا اقتصاديا عالميا يصنع أغلب المنتوجات ذات الجودة المعترف بها وبأقل الأثمان، ولذلك أكدت أنه من الضروري اكتشاف هذه الفرص. وبلغة الأرقام كشفت المتحدثة أن بلادها من خلال هذه المشاركة في معرض الجزائر الدولي في طبعته ال43 يمكن الرفع من حجم الصادرات الاندونيسية نحو الجزائر والتي تراجعت السنة الماضية بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية. وقدرت الصادرات الاندونيسية بنحو 715 ,432 مليون دولار بتراجع بلغ 60 ,59 بالمائة مقارنة ب444 ,783 مليون دولار سنة ,2008 وترتكز الصادرات الاندونيسية نحو الجزائر منذ زمن بعيد على موارد طبيعية متعددة كالقهوة والشاي والفحم الحجري لتتطور إلى منتوجات صناعية وإلكترونية، كما تصدر السيارات وقطع الغيار والحلي وكذلك المنتوجات الثقافية كالهدايا التذكارية والسلع الإلكترونية التي دخلت إلى الجزائر منتوجات سامسونغ التي تم تركيبها في أندونيسيا كأجهزة الإعلام الآلي والتلفزيون والمذياع، مفيدة أن هناك رغبة لتوسيع وبحث فرص إدخال هذه المنتوجات الإلكترونية إلى الجزائر. وأشارت المتحدثة في حديثها أن حجم الصادرات الأندونيسية من الصناعات الإلكترونية قد بلغ 7.9 مليار دولار في 2007 بنسبة نمو 0.3 بالمئة مقارنة ب.2006 وردا على سؤالنا الأخير المتعلق بإنجاز مصنع للسيارات في الجزائر في ظل الطلب المتزايد على اقتناء السيارات في بلادنا قالت السيدة السفيرة ل ''الحوار'' إن الفكرة طيبة وهي محل دراسة لكنها أكدت في المقابل أن هناك بعض المسائل التي يجب الاطلاع عليها وتذليل العقبات من الجانبين لاسيما في ثمن الضريبة والجمارك وغيرها من المسائل المهمة في هذا الإطار.