تشارك اندونيسيا في الطبعة ال43 لمعرض الجزائر الدولي بمؤسسات وبممثلي شركات مختصة في النسيج ومواد الصيد البحري والبناء التي استقرت بالجزائر ودخلت في شراكة متينة مع المؤسسات الوطنية بغرض المشاركة في مشروع القرن الطريق السيار الذي تكفلت الشركات الاندونيسية بإنجاز جزء منه. ومن منطلق أن الجزائر تبحث عن فرص شراكة استراتيجية وهو الشعار الذي حملته هذه الدورة، ارتأت اندونيسيا التعبير عن رغبتها في اقتحام السوق الجزائرية من خلال إبرام عقود شراكة بين رجال أعمال جزائريين ومستثمرين من اندونيسيا، ونظم لهذا الغرض الجناح الاندونيسي الذي يتربع على مساحة 124 مترا مربعا لقاءات بين الجانبين تستمر إلى نهاية الدورة. واستغلت الوكالة الاندونيسية لترقية الاستثمار بالتعاون مع سفارة اندونيسيا بالجزائر الفرصة لعرض فرص الشراكة الممكنة بين البلدين، وقد عبرت سفيرة اندونيسيا بالجزائر السيدة يولي مومبوني مدارسو عن رغبة اندونيسيا في تحقيق انطلاقة حقيقية في مجال التعاون والشراكة بين البلدين ترقى إلى مستوى العلاقات المتينة التي تربطهما، ومن هذا المنطلق حرصت السفيرة الاندونيسية على أن تكون حاضرة في جميع اللقاءات المنظمة بين رجال أعمال البلدين. ولعل من أبرز الشركات الاندونيسية المشاركة في المعرض، شركة ''ويكا'' للبناء المتواجدة في الجزائر مند ثلاث سنوات والتي ساهمت خلال هذه الفترة في إنجاز عدة مشاريع وشطر هام من الطريق السيار شرق غرب لا سيما الشطر الرابط بين سطيف وقسنطينة على طول 120كلم بما فيها إنجاز 53 جسرا، كما قامت الشركة في ظرف لا يتعدى السنتين بإنجاز 100 جسر ومنشأة فنية بمقاييس عالمية. وتعد ''ويكا'' الشركة رقم واحد في اندونيسيا في مجال البناء وقد أهلها إتقانها في إنجاز مشاريعها إلى توقيع عقود أخرى مع شركات جزائرية لفترة غير محدودة وهو ما يفسح المجال لشركات بناء اندونيسية أخرى لاقتحام السوق الوطنية ضمن المخطط 2010-2014 الذي رصدت له الحكومة مبلغا هاما. ولعل من أبرز المتواجدين في الجناح، البنك الوطني الاندونيسي الذي قام بعرض خدماته الرامية إلى تسهيل التحويلات التجارية للشركات العاملة في مجال الاستيراد والتصدير بين الجزائر واندونيسيا وذلك وفقا لنظام الدفع المالي الذي أقرته الحكومة في أوت من العام الماضي. وترغب اندونيسيا من خلال مشاركتها في هذه الدورة إلى الرفع من حجم الصادرات الاندونيسية نحو الجزائر والتي تراجعت السنة الماضية بسبب تأثير الأزمة المالية العالمية وقدرت الصادرات الاندونيسية بنحو 715,234 مليون دولار بتراجع بلغ 59,60 بالمائة مقارنة ب444,387 مليون دولار سنة ,2008 وترتكز الصادرات الاندونيسية نحو الجزائر على المواد الغذائية بشكل أساسي، البن والتوابل بالإضافة إلى الشحوم والزيوت النباتية.