ككل سنة، تبادر الكشافة الإسلامية الجزائرية بوصفها شريكا اجتماعيا يواكب المناسبات الوطنية والدولية، إلى تسطير برامج مختلفة بالتنسيق مع عدة جمعيات، وهذا تزامنا مع الاحتفال بيوم الطفل الإفريقي. تنظم الكشافة الإسلامية الجزائرية بمناسبة الاحتفال بيوم الطفل الإفريقي المصادف ل16 جوان من كل سنة، وكعادتها، عدة تظاهرات ثقافية، ملتقيات ونشاطات تحسيسية عبر كامل التراب الوطني قصد تسليط الضوء على أهم المشاكل التي يعاني منها أطفال القارة السمراء وتحرمهم من ممارسة حقوقهم الطبيعية كالحق في اللعب، التعليم المجاني، الرعاية الصحية والحق في التمتع بحياة سلمية بعيدة عن صراعات الحروب وما تخلفه من آثار رهيبة على نفسيتهم ودون مستوى معيشة كريمة كغيرهم من أطفال العالم. فبالنسبة لأطفال الجزائر فسيتمتنظيم مجالس شعبية ولائية للطفل في 10 ولايات تكون فيها السلطة بيد الأطفال. حيث يكون رئيس المجلس الشعبي الولائي ممثلا بطفل، ونائبه طفل أيضا، أي أن الأطفال سيمثلون حكومة، يناقشون من خلالها مختلف المشاكل التي يعانون منها بهدف إيجاد الحلول الناجعة لها، بالإضافة إلى عرض طموحاتهم والمشاريع التي يرغبون في أن تحقق لهم مستقبلا وتجسد على أرض الواقع باعتبار ان طفل اليوم هو رجل الغد، كما ستتخلل هذه المناسبة معارض ونشاطات لتحسيس الأطفال بمخاطر الآفات الاجتماعية كالمخدرات والتدخين. وستعرف هذه المناسبة بدورها أيضا مشاركة أطفال الصحراء الغربية للتضامن معهم، حيث سيتم احتضانهم في بلدية الكاليتوس وسط العائلات الجزائرية وأقران الكشافة لإشعارهم بأنهم وسط أهلهم خاصة بسبب الاضطرابات التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال في بلدهم جراء التقلبات السياسية خاصة أنهم أصبحوا مشردين بعيدين عن وطنهم، هذا إلى جانب إدماجهم في مخيمات صيفية خاصة بالكشافة بهدف الترويح عنهم. وفي نفس الإطار، سيتم هذا الأسبوع انطلاق المخيم عبر الانترنت بين أشبال الكشافة بنقاوس وأطفال غزة وهي عملية تهدف إلى تطوير العلاقات بين الطرفين وإحداث تبادل معرفي وثقافي. وفي إطار الاحتفال بيوم الطفل الإفريقي، نظمت الكشافة الإسلامية الجزائرية وبالشراكة مع شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل ملتقى حول وضعية الطفل الإفريقي، تناولت فيه المشاكل التي يعاني منها أطفال إفريقيا كالأمراض المزمنة، الحروب والآفات الاجتماعية وبالأخص أطفال فلسطين والصحراء الغربية الذين يفتقرون لأدنى شروط الحيلة ويتحملون أعباء تفوق براءتهم، حيث يعيشون ويلات الاستعمار ويتجرعون مرارة التعذيب، التقتيل والتشرد كل يوم. ففي خضم جملة المآسي هذه، يولد أطفال فلسطين ليتعرضوا للقمع، إذ يشكلون حوالي نصف المجتمع الفلسطيني، معظمهم محرومون بسبب ممارسات الكيان الصهيوني الذي يريد القضاء على البيض الفلسطيني قبل أن يفقس بهدف قتل روح المقاومة، غير أن أطفال الحجارة يأبون الرضوخ لهذا المستعمر الظالم. كما يعاني الطفل الفلسطيني من عدم ممارسة حقه الشرعي في التعليم، فقد عرف هذا المجال تدهورا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك جراء تهديم المدارس من طرف العدو والتسرب المدرسي بسبب ''الحصار الظالم الذي تعيشه فلسطين، حيث تم إحصاء 15 ألف طفل لا يواصلون تعليمهم نتيجة رغبتهم في مساعدة أوليائهم على توفير لقمة العيش، لأن الحصار يمنع وصول الإمدادات الغذائية إليهم. ولا تتوقف معاناة أطفال فلسطين عند هذا الحد، فالآلاف منهم يعملون في الأسواق اليهودية من أجل جني بعض المال، إذ نجد طفلا لا يتعدى سنه ال 09 سنوات يتجه إلى العمل، بالإضافة إلى مئات المرضى الذين لا يتلقون العلاج اللازم. وبسبب الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، فإن 35 ٪ من ضحاياه هم أطفال، 2.9 ٪ منهم يعانون من فقر الدم. والأخطر من كل هذا، فإن الطفل الفلسطيني يعامل بطريقة وحشية أثناء اعتقاله من طرف جهاز المخابرات الإسرائيلية وتعرضه للتعذيب الشديد خلال التحقيق من أجل استنطاقه. معاناة الطفل الإفريقي امتدت أكثر، ليكون الطفل الصحراوي أيضا ضحية للصراعات الإيديولوجية والنزاعات السياسية تمخضت عنها مشاكل جمة يدفع أطفال الصحراء الغربية ثمنا باهظا منذ أكثر من 35 سنة، حيث يعيشون وضعية مزرية بمخيمات اللاجئين بتندوف بالجزائر، ويصارعون مشقة الحياة كصعوبة الحصول على المياه، التعليم والرعاية الصحية بالإضافة إلى تشردهم وإبعادهم عن أوطانهم. وإذا كانت الاتفاقيات الدولية المبرمة قد كرست بنودها للدفاع عن حقوق الأطفال في العالم دون استثناء، يبقى التساؤل مطروحا حول أسباب إقصاء أطفال إفريقيا من الاستفادة من تلك الحقوق، وتبقى آمال هؤلاء بغد أفضل رهينة تضافر الجهود بين المنظمات الدولية للارتقاء بحقوقهم.