يشلّ اليوم أكثر من أربعة آلاف عامل حركة الإنتاج بمركب الحديد والصلب لأرسلور ميطال بالحجار بعنابة، بشروعهم في إضراب مفتوح بدءا من اليوم، وهذا لمطالبة مديرية المركب بتحقيق مطالبهم الاجتماعية والمهنية الخاصة بالزيادة في الأجور وإجراءات المرافقة المرتبطة بالإحالة على التقاعد وبعث برنامج الاستثمار المرتقب بالمؤسسة. وفي الوقت الذي تتمسك فيه نقابة المؤسسة بالإضراب، فإن المديرية العامة للمركب أكدت أن المطالب غير شرعية، وأن أيام الإضراب لن تكون مدفوعة الأجر، كما حذرت من أن الفرن العالي قد يتضرر في حال التوقف عن العمل، وقالت إن وضعية المصنع قد تصبح بسرعة في حالة صعبة عند الشروع في الإضراب. وحسب وثيقة عن المديرية نشرت سابقا، فإن مفتشية العمل لم تسلم محضر عدم الصلح بشأن هذا النزاع الجديد، وأن المساعي التي قامت بها نقابة المؤسسة غير مطابقة للقانون ولا للاتفاقية الجماعية، كما أكدت أن الأجر القاعدي المتوسط للعمال ارتفع بنسبة 25 بالمائة منذ جانفي 2009 وسيرتفع كذلك ب 5 بالمائة في الفاتح من جويلية المقبل. وحسب الأمين العام لنقابة المؤسسة، إسماعيل قوادرية، فقد أكد أن المفاوضات مع المديرية العامة فشلت، وأن محاولات الوساطة بغرض الصلح التي قام بها كل من عضوي أمانة المركزية النقابية للاتحاد العام للعمال الجزائريين ووالي ولاية عنابة لم تسفر عن نتائج إيجابية لتفادي اللجوء إلى الإضراب. وأضاف بأن قرار الإضراب شرعي مع ضمان حد أدنى للخدمة والطريقة التي اتخذ بها، مذكرا في السياق ذاته بتسلسل مراحل النزاع مع المديرية العامة لمركب أرسلور ميطال الحجار وتصويت العمال بالأغلبية لصالح الإضراب مرورا بإيداع طلب الصلح إلى غاية فشل محاولات الوساطة. يشار إلى أن نقابة المؤسسة تطالب بتطبيق قرارات اتفاقية الفرع التي أبرمت بين فيدرالية عمال الميكانيك والكهرباء والإلكترونيك وشركة تسيير مساهمات الدولة ''ترانسلوب'' الحائز على 30 بالمائة من الأسهم بهذه المؤسسة للحديد والصلب. ويذكر أن عمال مركب الحديد والصلب أرسلور ميطال عنابة قاموا في جانفي الأخير بإضراب دام 9 أيام للمطالبة آنذاك بالشروع في تطبيق مخطط الاستثمار وإعادة تأهيل المفحمة. كما تجدر الإشارة إلى أن إنتاج مؤسسة أرسلور ميطال عنابة انخفض بنسبة 9ر19 بالمئة خلال الأشهر الأولى من سنة ,2010 بإنتاج 110 آلاف طن مقابل 134 ألف طن لنفس الفترة من السنة الماضية، وهذا حسب آخر الأرقام التي قدمها الاتحاد العربي للحديد والصلب، علما أن المصنع يشغل حاليا 6 آلاف عامل ويعمل بطاقة إنتاج تصل إلى 2 مليون طن من الفولاذ السائل سنويا.