كشفت صحيفة ''الغارديان'' أن شركة ''أوكتيل'' البريطانية قدمت رشاوى لمسؤولين عراقيين للاستمرار في شراء الوقود السام والتغاضي عن تأثير ذلك على صحة الأطفال. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي'' عن الصحيفة إن هناك توقعات بتسليم مدير الشركة البريطانية بول جينينس الى الولاياتالمتحدة ليحاكم بتهمة تقديم رشاوى بملايين الدولارات لمسؤولين عراقيين حتى يتغاضوا عن الآثار الخطيرة على صحة الاطفال العراقيين ويستمروا في شراء مواد سامة تبيعها، تستخدم في انتاج وقود السيارات. وأشارت الصحيفة إلى أن جينينس ومساعده دينس كيريسون صدرا اطنانا من الرصاص رباعي الايتيل الى العراق وهي مادة محظورة دوليا لكونها تصيب الاطفال بضرر في الدماغ، وكانت الشركة التي غيرت اسمها من ''اوكتيل'' الى ''اينوسبيك'' قد اقرت مؤخرا بان مسئولين فيها قدموا رشاوى بملايين الدولارات لمسؤولين في العراق واندونيسيا في سبيل زيادة الارباح للاستمرار في استخدام المادة المذكورة رغم عواقبها الصحية على الاطفال. وتقول الصحيفة ان ممثل الشركة في لبنان أسامة نعمان سلم للسلطات الامريكية وقرر هذا الاسبوع التعاون مع الادعاء العام والاعتراف بالتهم الموجهة اليه. في سياق متصل، أكدت وزيرة البيئة العراقية نرمين عثمان انها تتابع مع الجيش الأمريكي قضية 30 موقعاً تؤكد تقارير انه طمر فيها كميات ضخمة من النفايات السامة غير المعالجة، وقالت ''العراق سيطالب إذا صحت تلك المعلومات بتطبيق الولاياتالمتحدة اتفاقية بال واعادة تلك المواد الى الاراضي الامريكية، خيث تسم تشكيل لجنة للتحقق من صحة هذه التقارير''، وكانت صحيفة ''ذي تايمز'' البريطانية أفادت بأن شركات خاصة مهمتها إعادة تدوير النفايات تعمل داخل القواعد الأمريكية عمدت إلى خلطها بخردة العامة وتمريرها إلى التجار المحليين، وان القوات ستخلّف نحو 10 ملايين كيلوجراماً من النفايات الخطرة في العراق، كما تعمل حالياً للتخلص من 14500 طن من النفط والتربة الملوثة، واشار التقرير الى ان الجانب الاميركي يتخلص من المواد السامة التي يمتلكها من طريق طمرها في مواقع محلية بدلا من إرسالها إلى الولاياتالمتحدة، ما يشكل خرقاً واضحاً للقواعد التي أرستها وزارة الدفاع الأميركية.