أكدت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية أنه بات من الصعب الوثوق في أي تحقيق بريطاني رسمي حول الحرب في العراق، متسائلة عن الاسباب التي دعت المملكة المتحدة للمشاركة في هذه الحرب. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الكاتبة ياسمين براون في مقال بالصحيفة "من الصعب الآن الوثوق في أي تحقيق رسمي حول العراق". وقالت الكاتبة "إنها شاهدت مؤخراً تقريرا تلفزيونيا من الفلوجة تحدثت فيه طبيبة عراقية عن تشوهات خلقية أصابت الأطفال هناك، منهم ولدوا برأسين أو دون أعضاء أساسية في أجسادهم وبعض التشوهات الأخرى. وشددت على أن بعض الأسلحة الكيميائية غير المعروفة هي المسؤولة عن هذه التشوهات، مشيرة إلى ما يدعيه بعض السياسيين المناصرين لقرار الحرب على العراق بأنها كانت نصرا على الشر. وتمضي الكاتبة إلى القول "نحن لن نعلم أبداً ما حدث في الفلوجة باسمنا"، وتعبر عن اعتقادها كذلك بأنه لن يكشف عن الحقيقة فيما يخص الضحايا المدنيين في البصرة ولا فيما يتعلق بما أسمته "صناعة التسليم الدولية"، في إشارة إلى نقل المشتبه بهم للاستجواب في دول أخرى، ولا فيما يتعلق بعلاقات بريطانيا مع عدد من "أكثر النظم شيطانية في العالم". وتضيف الكاتبة أنه "في ظل ديمقراطيتنا المفترض فيها الحرية والوضوح، فإنه ليس بإمكاننا حتى أن نعرف الحقيقة حول سبب مشاركتنا في حرب العراق". وتصف ياسمين الملف العراقي بأنه جرح ينزف ولا يندمل، مشيرة في هذا الصدد إلى استطلاع أجري مؤخرا، طالب فيه أكثر من 70 في المئة من البريطانيين بتحقيق مفتوح وموثوق حول الحرب على العراق.