لم تمر وفاة رئيس البرلمان الصحراوي المحفوظ علي بيبا من دون أن تحاول المخابرات المغربية مجددا ركوب موجة التشويش ومحاولة استثمار مصاب القضية الصحراوية في الترويج للأخبار الكاذبة والعمل على تحويل الوفاة من وفاة طبيعية إلى حادثة سياسية، وهذا بهدف زرع الفتنة والمراهنة على خلط أوراق جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي. زعمت جريدة الصباح المغربية المعروفة بقربها من جهاز الاستعلامات المغربي أن الكثير ممن سمتهم ب''حقوقيون صحراويون'' شككوا في وفاة المناضل الصحراوي الكبير ورئيس البرلمان المحفوظ علي بيبا الجمعة الماضي على إثر سكتة قلبية، وأنه تم التستر على توقيت الوفاة وأسبابها من قبل قادة البوليساريو على حد تعبيرها. ومثلما جرت العادة من قبل الأبواق الإعلامية للمخزن المغربي في تحويل الأبيض إلى أسود تفننت الاستعلامات المغربية عن طريق هذه الجريدة التي تعمل بتوجيه مباشر منها في إطلاق الأكاذيب وحبك السيناريوهات الخيالية للتمويه تارة ولتزييف الحقائق تارة أخرى، تفاديا لأية موجة تعاطف جديدة مع القضية الصحراوية على الساحة الدولية، حيث ادعت أيضا أن الفقيد كان على خلاف مع زملائه في قيادة جبهة البوليزاريو، وأنه كان على وشك العودة إلى العيش في المغرب وهذا طبعا بهدف إيهام الرأي العام الدولي بوجود انقاسامات بين ممثلي الشعب الصحراوي في جبهة البوليزاريو. وفيما يشبه البحث عن القشة التي يتم إخفاء ورائها حقيقة الوضع على الأراضي الصحراوية وما يعانيه الشعب الصحراوي المحتل، قامت الجريدة في مقالها وكالعادة بإقحام الجزائر عنوة في هذه القصة، ودائما كطرف في القضية، ولكن هذه المرة من باب أنها قامت بمساعدة قادة البوليزاريو على إخفاء الحقيقة المزعومة، رغم أن الجزائر ظلت تؤكد بشكل رسمي أنها ليست طرفا في القضية وأنها بلد جار ملاحظ وفق المواثيق الدولية المتعارف والمعمول بها. وزيادة على نسب هذه الافتراءات إلى حقوقيين وهميين أوردت الجريدة أسماء العديد من الجمعيات والمواقع المساندة لأطروحة مغربية الصحراء التي يتم تأسيسها وصناعتها داخل مخابر جهاز الاستعلامات المغربي، وهذا لاستعمالها وقت الحاجة ووفق الظروف المحيطة بالقضية. وتعد هذه الشطحة المخابراتية المغربية ليست الأولى فقد دأبت ذات الجهات على التشويش بمناسبة أو بدون مناسبة لخلط الأوراق وتعطيل الجهود الأممية الرامية إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، حيث سبقتها خرجات كثيرة صارت مألوفة ومتوقعة حسب الكثير من المتتبعين والعارفين بإستراتيجية الأجهزة الإعلامية التابعة للمخزن المغربي.