قال نائب لرئيس الوزراء الإسرائيلي إن اعتراف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ''بمتطلبات أمنية فريدة'' لإسرائيل إشارة واضحة إلى أن الولاياتالمتحدة تؤيد إستراتيجية إسرائيل النووية المتحفظة بينما تعمل على إخلاء المنطقة من الأسلحة الذرية. وأثارت إدارة أوباما انزعاج إسرائيل في ماي الماضي بتأييدها مبادرة مصرية لإجراء محادثات في 2012 حول إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وفي السابق تم استثناء إسرائيل التي يفترض على نطاق واسع أنها صاحبة الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة من هذه الرقابة بمساعدة من الولاياتالمتحدة حليفها الوثيق، لكن أوباما كرر أثناء استضافته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبريرات إسرائيل المستترة لامتلاك القنبلة، وقال أوباما ''نعتقد بقوة أن لإسرائيل متطلبات أمنية فريدة بالنظر إلى حجمها وتاريخها والمنطقة الموجودة فيها والتهديدات الموجهة لنا ولها''، وقال دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي والمكلف بملف الشؤون النووية إن قبول أوباما ليس جديدا لكن التعبير عنه علنا بعد شهرين فقط من تأييد واشنطن لاقتراح مصري في مؤتمر لمراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي كان مهما، وقال البيت الأبيض إن أوباما تعهد أيضا بألا تذكر إسرائيل -التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي- بالاسم في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في فيينا في سبتمبر القادم وايضا في المؤتمر الإقليمي الذي اقترحت مصر عقده في ,2012 وقال ميريدور ''اعتقد أن هذا الطرح بأكمله يعطي صورة واضحة للتفاهم بين إسرائيل والولاياتالمتحدة في هذا الموضوع ويضع الأمور في نصابها'' مؤكدا من جديد موقف إسرائيل بضرورة أن تطمئن إلى تحقيق المصالحة مع جيرانها قبل أن يمكنها بحث معاهدة لنزع الأسلحة، وأكد نتنياهو وأوباما من جديد في اجتماعهما الأول العام الماضي منهج ''لا تسأل ولا تفصح'' المتبع منذ أكثر من 40 عاما بشأن القدرات النووية الإسرائيلية، واستقبلت تصريحات أوباما التي تأتي بعد فترة من التوتر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بقدر من الارتياح في إسرائيل، وقال ميريدور إن بيان أوباما ''كان نصا خاصا ومهما دون أدنى شك، إنه مهم لنا ومهم للمنطقة''، ولا تؤكد إسرائيل ولا تنفي امتلاك أسلحة نووية بموجب إستراتيجية ''الغموض'' التي وصفت بأنها لردع الأعداء وتجنب الاستفزازات العلنية التي يمكن أن تشعل سباقا على التسلح في المنطقة، والتحفظ الرسمي والتسامح الذي تلقاه في واشنطن جعل كثيرين من العرب والإيرانيين يشعرون بالظلم خصوصا مع الضغوط الأمريكية على طهران لكبح برنامجها النووي، ودفعت دبلوماسية العصا والجزرة التي يتبعها أوباما مع إيران بعض المحللين إلى توقع أن نتنياهو قد يواجه دعوات أمريكية لقبول فرض قيود على القدرات الإسرائيلية باسم التكافؤ، وقال ميريدور الذي يرفض عقد مقارنات بين إسرائيل وإيران الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي إنه لا وجود لمثل هذه ''المقايضة'' من الناحية العملية.