أوصى المسؤولون المجتمعون نهاية هذا الأسبوع في تونس العاصمة بمحاربة الإرهاب من خلال إجراءات تتراوح بين مراقبة الهواتف المحمولة وتحسين تقنيات تربية الأطفال. وفي ختام أعماله يوم الخميس الماضي، أوصى المشاركون في مؤتمر محاربة الإرهاب الذي نظمه مجلس وزراء الداخلية العرب بضرورة اعتماد مفهوم الشرطة المجتمعية في العالم العربي لتحقيق الاستقرار. وحظي مقترح سعودي بتأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب بتأييد المشاركين في المؤتمر. وفي البيان الختامي للمؤتمر، دعا المشاركون إلى العمل على تشديد الرقابة على حركة تحويل الأموال وعمل المصارف وتنظيم نشاط الجمعيات الخيرية في تقديم الهبات والتبرعات بما يساعد على تقييد حرية جماعات الدعم والإسناد في تمويل الأنشطة الإرهابية. وأوصى المجتمعون أيضا بالعمل على الاستفادة من وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية والاجتماعية والكتاب والمثقفين لنشر الوعي بأخطار الإرهاب وتفعيل دور المواطن في مواجهة الشبكات الداعمة والمساندة للتنظيمات الإرهابية. كما أوصى المؤتمر باتخاذ الإجراءات التشريعية والإدارية بما يضمن ضبط عمليات بيع واستعمال شرائح الهاتف الجوال ومنع استخدامها لأغراض إرهابية. المؤتمر تطرق إلى عدد من الموضوعات من بينها العوامل المساعدة على نشوء الجماعات الإرهابية وانتشارها وتجنيد عناصرها والسبل الكفيلة بمواجهتها ودور شبكات الدعم والإسناد في نشاط الجماعات الإرهابية وطرق التصدي لها وعرض تجارب عدد من الدول العربية في مكافحة الإرهاب. وفضلا عن ذلك، فقد أكد المؤتمر على الاهتمام بالعائلة والأسرة بتشجيع الحوار البناء داخل العائلة بما في تنشئة الأجيال الشابة بصورة صحيحة ويحول دون تأثرهم بالأفكار الإرهابية وانخراطهم في الأعمال الإجرامية. وفي كلمته الافتتاحية، أكد الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان على دور الأسرة في تربية النشء على الأسس الدينية والأخلاقية السليمة التي تنبذ كل أشكال العنف والجريمة وتركز على المحبة والتسامح والاعتدال. وشدد كومان على أهمية دور المؤسسات الدينية ووسائل الإعلام ودورها الفعال في مواجهة التضليل الذي تمارسه الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أهمية إسهامات رجال الفن والثقافة والجمعيات والنوادي الاجتماعية والرياضية في الجهد الجماعي لمواجهة خطر الإرهاب. وأكد الأمين العام على ضرورة توجيه العناية اللازمة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتشكل على حد تعبيره عملا مساعدا في نشأة الجريمة ونموها. وحضر المؤتمر الذي انعقد على مدى يومين ممثلون عن جامعة الدول العربية ومنظمة الإنتربول وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وتطرق إلى التعاون الإقليمي مع الأجهزة الدولية لمكافحة الإرهاب والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ودور العرب في محاربة القاعدة بالمغرب وجماعات إرهابية أخرى.