في جلسة صحفية على هامش الطبعة الدولية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم، كشف محافظ المهرجان الدولي للمسرح إبراهيم نوال تفاصيل برنامج عمل المحافظة التي تعكف حاليا على التحضير لهذا الموعد المسرحي الدولي الذي ستنطلق فعالياته من 14 إلى 25 أكتوبر القادم، بعد الطبعة الأولى التي جاءت في إطار تظاهرة المهرجان الإفريقي الذي اختضنته الجزائر السنة الفارطة. خلال حديثه عن جديد الطبعة الثانية من التظاهرة أكد نوال أن المهرجان فرصة لتلاقح مختلف التجارب المسرحية على المستوى المغاربي والعربي والأجنبي، كما أنه نقطة لتبادل الخبرات التقنية والفنية وخصوصيات كل ممارسة مسرحية، وستخصص ورشات للتكوين في شتى عناصر اللعبة المسرحية على غرار ورشة الكتابة والتمثيل والسينوغرافيا والإخراج، مركزا على عامل التكوين الذي اعتبره اللبنة الأساسية لتطوير المسرح حتى يتم تمرير الخبرات المتراكمة للجيل السابق والاستفادة من المنجز المسرحي والحركية المسرحية في مستوياتها وتجلياتها. وحسب ذات المتحدث فقد تم اختبار عدد من المؤطرين الاجانب في إطار سياسة استغلال الآخر من أجل رفع مستوى المسرح الجزائري. ستشرف على الورشات نخب من أهم الأسماء المسرحية ستمنح الفرق والتعاونيات المسرحية أوليات الممارسة المسرحية بطرائق منهجية وأكاديمية نقدية، حيث تكون فرصة لاكتشاف الأصوات المسرحية الشابة وما تكتنزه من مواهب بحاجة إلى دعم وهي من صميم أهداف المهرجان. وأشار إلى أن الورشات ستنطلق قبل موعد المهرجان بفترة حتى يتسنى للمشاركين والمتربصين الاستفادة أكثر من البرنامج التكويني الذي يخصصه المشرفون على مختلف الورشات. وأوضح إبراهيم نوال أن التحضيرات متواصلة لإنجاح الطبعة الثانية من المهرجان الدولي للمسرح، حيث أكدت 14 دولة عربية وأوروبية كالكوسوفو والأرجنتين مشاركتها، وأكد أن العروض ستخرج من العاصمة نحو الجزائر العميقة. وأضاف إبراهيم نوال أن هواة المسرح كذلك سيكون لهم الحظ للالتحاق بالورشات المفتوحة على مختلف الفنون والأشكال المسرحية. وأشار نوال في سياق آخر إلى أن الاختيار هو بمثابة مواصلة للمشروع الذي تبناه المهرجان الوطني للمسرح المحترف والمحافظ والمبدع امحمد بن ڤطاف الغوص في الموروث الشعبي والتراث الجزائري بكل تنويعاته ومكوناته وثرائه وإيصال صوته للجيل الجديد، وتمرير ما تكتنزه تجارب رواد المسرح على غرار ولد عبد الرحمان كاكي وعبد القادر علولة وتوظيفه لعناصر التراث المحلي في إنجازهم المسرحي، كما سيمكن محور الملتقى من طرح مزيد من الأسئلة وسيكون فرصة للفاعلين في الحقل المسرحي من المزج بين الجانب الأكاديمي والعالمي والممارسة باعتبار المهرجان وسيطا ثقافيا يمازج بين الجانب الأكاديمي الجامعي والممارسين للفعل المسرحي، بغية تفعيل طرائق منهجية جديدة. وقال إبراهيم نوال إن العودة إلى استكتشاف التراث اللامادي في الجزائر ضرورية لتطعيم العمل المسرحي حتى يتسنى لنا بعث الهوية الثقافية الجزائرية من خلال أشكال فنية شفوية منها الأشويق والرحابة والإمزاد والقوالة، مع ضرورة التمكين لرموزنا الثقافية والفنية في قاموس الجيل الجديد لربط مخيالهم بما أنجزته تلك النخب في بلورة الوعي الوطني والجمالي بالاعتماد على العناصر المحلية التراثية. كما استعرض محافظ مهرجان المسرح الدولي الذي سيحتضنه المسرح الوطني محيي الدين باشطارزي تحت شعار ''المسرح في خدمة المجتمع'' تفاصيل حول الملتقى العلمي الذي سيتمحور حول إشكالية ''السرديات وفنون الأداء'' ويترأس لجنته العلمية الدكتور نور الدين عمرون، مؤكدا أن إستراتيجية المهرجان تعتمد على التواصل والتكوين والانفتاح على رؤية الجيل الجديد من المسرحيين للتراث وكيفيات توظيفه.